كتبها أوليفر
صرت حراً بين الأموات
تشققت الأرض و صمتت .مات المسيح .صارت ظلمة هنا و نور هناك.هناك بعيد عن الأرض بدأت أحداث عجيبة حيث كانت أرواح الذين إنتظروا علي رجاء هذه اللحظة العجيبة.فالرب يسوع جاء للجميع من علي الأرض و ما تحت الأرض.
كانت أرواح الهابطين إلي الجحيم تنزل مقيدة.تزفها شامتة أرواح شريرة كثيرة.كانت تنزل يصاحبها شيء من الغضب شيء من الخسارة و يحيطها سلطان الموت من كل وجه.
إلا روح الإنسان يسوع المسيح.لم تكن مقيدة.الذي وحده نزل حراً بين الأموات.لأنه مات بإرادته.مات ليس بالخطية بل بالإرادة.كلنا متنا بالخطية و المسيح وحده مات بسلطان نفسه.له سلطان أن يضعها فوضعها و له سلطان أن يأخذها أيضاً و هو أخذها في اليوم الثالث.
كل الأرواح كانت تنحدر إلي الهاوية يقابلها باب يبتلعها ثم ينغلق.كانت الأبواب دهرية.صدأت متاريسها من كثرة الإغلاق.أما روح المسيح فكانت تعبر مدارك الأسفل و الأبواب ترتجف لها. تنفتح من رهبة هذا المقتحم لعالم الظلمة.حتي الظلمة توقفت عن إظلامها .عجزت عن البقاء حتي في الجحيم لأن المسيح أضاء في الظلمة.
افلعلك للاموات تصنع عجائب ام الاخيلة تقوم تمجدك.مز 88: 10
إبراهيم حوله جمهور.إسحق ينظر إلي الحمل البديل.يعقوب يتأمل المشترع.يهوذا يسبح.داود يتعجب لإبنه.سليمان يري عجباً.موسي ينظره بتمهل.ما أجملك وسط قديسيك حتي في الجحيم.الأموات رأوا عجائبك.قاموا بك لأنك إله أحياء.
قامت أخيلتهم.الأرواح التي صمتت علي الرجاء نطقت بعظمة.الذين صبروا إليك إنطلقوا نحوك.هكذا ما خاب رجاء حتي ما قد هلك.فخرج من الجحيم هاتفون لمن لم يتركهم في الهاوية و لم يدعهم يرون فساداً.من الأعماق صرخوا و من الأعماق نجاهم.
كنا نسمعك يا إبن الإنسان أنك جئت تخلص ما قد هلك.كنا نظنك تقصدنا نحن وحدنا.لكنك أيضاً كنت تقصد عالماَ آخر قد هلك و باد جسده و نزلت روحه إلي الجحيم.ألهذا العمق أنت كنت تقصد حتي إلي الهاوية تعمل.أبهذا الكمال أتممت عملك و لم تفلت الخراف حتى التي صار الجحيم مستقرها...نعم و قامت تمجدك.ما حاجتهم إلي مكان .ما حاجتهم إلي تيجان.ما حاجتهم إلي نعيم.أنت وحدك تكفي.أنت معهم.الأخيلة قامت و إكتفت بك.
اليوم هو يومهم.أو يومك لهم.اليوم صنعت عيدهم.قيامتهم.كان عيدهم بلا فوضي.ليس كالفصح القديم.أنت علمتهم الجديد و بشرت الأرواح بنفسك.
علي الأرض قامت الأجساد.
في الجحيم قامت الأرواح .في الحين صدر تكليف لبعضهم أن لا يذهب إلي الفردوس مباشرة.بل يعود إلي الأرض يبشر بالحقيقة.
في الجحيم قامت الأرواح و علي الأرض قامت الأجساد.صارت القيامة سمة العهد الجديد.
أورشليم الخائفة من الظلمة و الزلزلة صارت موطناً للبشارة الجديدة.كرازة الأرواح.لقد قتلت أورشليم الأنبياء و المرسلين أما الآن فهي تقف أمام هؤلاء القائمين عاجزة .فهؤلاء ليس للموت سلطان عليهم و لا تؤذيهم المؤامرات.لا يؤثر السيف فيهم و لا يجرؤ المخالفون أن يمسوهم.
كانوا كثيرون.مئات, ربما؛ آلاف, ربما؛ و ربما أكثر .إمتلأت بهم أورشليم.خارجون هم من شقوق الأرض بعد الزلزلة.لغتهم قديمة و كرازتهم جديدة.يلبسون النور و يتغطون بنعمة العهد الجديد.يتكلمون كالملائكة.مساكين الروح كانوا و يسيرون كأنهم يطيرون.من هؤلاء الطائرون كحمام في أورشليم.و ليتها آمنت؟التلاميذ و المريمات شاهدوا بعضهم.كلموا بعضهم.سمعوا أن ايد هناك يصنع عجباً.سمعوا أنه ليس خاملاً في القبر.سمعوا أنه سيد علي الجحيم كما هو سيد الأرض أيضاًسمعوا و رأوا و إندهشوا جداً.
لست أظن أن القلم يعرف كيف يكتب ما قالوه.لم يدونه أحد.لم يسجله أحد.لم يذكره لنا أحدهم.فاللغة كانت سماوية لا تكتبها حروفنا القاصرة.لكن كل كلمة كانت محاطة بقوة و نور و تأثير لا يخطئه السمع أو البصر.هذا بالحقيقة يوم الأرواح.