السبت ١١ ابريل ٢٠١٥ -
١٦:
٠٩ ص +02:00 EET
صورة تعبيرية
القمص أثناسيوس جورج
أظلمت الشمس وأخÙت شعاعها والقمر صار دمًا... الكواكب ظهرت ÙÙŠ وسط النهار، ÙˆØجاب الهيكل انشق، والأرض ماجت مرتعدة، وصارت الظلمة ÙÙŠ المسكونة؛ لأن ملك البارية صÙلب على خشبة الصليب. الصخور تشققت والقبور تÙتØت، وأموات قاموا ودخلوا إلى المدينة ظاهرين؛ وعرÙهم كثيرون من الناس... إذ لمّا نظروهم عرÙوا قوة المصلوب على عود الصليب، وكثيرون مضوا إلى بيوتهم متعجبين ممجدين الله؛ وهم يقرعون على صدورهم؛ منذهلين على ما لم ÙŠÙهموه.
مزين السموات بØسن النجوم؛ ومؤسس الأرض Ø¨Ø±ÙˆØ Ùيه... بعد أن رÙعوه على الصليب وسلّم الروØ... أنزلوه؛ لأنه Ù…Ùماتًا بالجسد Ù…Øييًا بالروØØ› ومØبوه قائمون إلى الأبد، وأبواب الجØيم مجتمعة لن تقوى عليهم؛ لأن المصلوب Ùاديهم هو Øياة الØياة ومصدر كل Øياة؛ وهو أقوى من الموت... لكنه تألم وقÙبر ليكون ÙÙŠ التراب والظلمة؛ ليأتي بنا من تراب العدم؛ Ùيكون Ù…ÙتاØًا للجميع؛ Øتى للذين ÙÙŠ التراب؛ وقد أمسى صاØبًا للغرباء والمستضعÙين والمعدومين وأدنياء الأرض من كل جنس وصوب ومن الذين Ø®ÙÙŠ عنهم النور... عاش Ùقيرًا بلا زاد ولا زواد ولا سكن؛ ولا Øتى قبر؛ لأنه ليس من هذا العالم؛ لكنه أتى ليرÙع الذين ÙÙŠ القاع، تجسد لأجل الذين على الأرض؛ ونزل إلى الجØيم للذين تØت الأرض ÙÙŠ نهاية النهايات؛ ليأتي بالمزدرىَ وغير الموجود وبكل المطمورين والجاثمين ÙÙŠ ظلمة القتامة وقÙار الوجدان الإنساني.
جاء يوس٠الرامي ونيقوديموس الأرخنان؛ الجليلان وأØضرا بخورًا وصبرًا وجعلاهما على جسد السيد الوØيد... دخل يوس٠الرامي إلى بيلاطس وسأله قائلاً: أعطني جسد ربي يسوع لأدÙنه لتدركني رØمته؛ واشترك معه نيقوديموس؛ ÙÙƒÙنا مخلصنا بلÙائ٠نقية ووجهه Ù„Ùاه بمنديل؛ وأÙاضا طيبًا على رأسه؛ ووضعاه ÙÙŠ قبر خارج المدينة؛ لأنه صار مثل الأموات... طرØوه ÙÙŠ قبر؛ وبختم ختموا عليه؛ ÙˆØرسوا المقبرة؛ لكنه كسر شوكة الموت بموته وأظهر القيامة بقيامته.
يوس٠الغني استØÙ‚ أن يكون غنيًا بالمسيØØ› إذ Øصل على اللؤلؤة الÙريدة الوØيدة الجزيلة الثمن... غني أخذ بين يديه خزينة الذخيرة الإلهية الكاملة... غني اقتنى Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ù…Ø®Ù„Øµ العالم كله... غني تقبل هدية الهدايا؛ ذاك الذي ÙŠÙطعم ويدبر كل الخليقة... استلم جسد الابن الوØيد وأنزله من Ùوق الخشبة... أخذه ولÙÙ‡ بالأكÙان والأطياب؛ Øيث كان يوس٠قد اشترى الكتان النقي لل٠الجسد. أما نيقوديموس Ùقد Ø£Øضر المÙر والعود والأدهان... Ùارقهما الخو٠وأنزلا الجسد المقدس بكل إكرام؛ وسط ظرو٠مناخية صعبة؛ لكنهما وضعا عليه المر والعود والأطياب والرئØØ© اللذيذة والمÙسرة من صن٠الذبيØØ© Ù†Ùسها؛ التي تÙوق كل الأطياب؛ والتي اشتمها الآب السماوي ذبيØØ© سرور وسكيبة رضى عند المساء، طيبوا الجسد منبع الطيب وعطروه؛ وهو الذي يجعل البØر كقدر عطارة (أي ٣١:٢١). أنزلا الإله المتجسد والمصلوب الذي جذب إليه الجميع بذراعيه الممدودة للعالم كله. أغمضوا عيني Øارس الخليقة والذي تنظره الشيروبيم والسيراÙيم ذوو الأعين الكثيرة؛ أنزلا الذي ÙŠØمل الخليقة كلها؛ وجعلاه يرقد على الأرض؛ وبينما جسده متورم ومÙثخن من الجراØات والطعنات والجلدات والمسامير والأشواك؛ إلا أنه هو قيامة كل Ø£Øد. Øملوه على الأيادي وهو الذي ترتعد منه الطغمات. دÙنوه ناØية الشرق بينما هو مشرقنا وأصل كل شروق... وضعوا الذي لا تسعه السماء ÙÙŠ قبر؛ واضعين صخر الدهور ÙÙŠ قبر صخري منØوت... أغمضوا عيني الذي ÙØªØ Ø£Ø¹ÙŠÙ† عميان العالم كله؛ وأغلقوا القبر بالختم على من ÙÙƒ كل الختوم وأطلق المسبيين Ø£Øرارًا، مسØوا جبينه الدامي الذي يشÙÙŠ كل نزÙØ› وغسلوا جسد الذي غسل أدناس الجميع... لمسوا يديه وجنبه الناز٠ورأسه المÙكلل بالأشواك؛ لكن الموت لم يمسكه، ÙˆÙØªØ Ø¨ÙˆØ§Ø¨Ø§Øª الجØيم وصار العالم كله ØÙرًا به.
كان يوس٠الذي من الرامة معروÙًا لدى بيلاطس؛ لذلك أخذ على عاتقه خدمة التكÙين هذه؛ وقد رتب التدبير الألهي أن يوضع ÙÙŠ قبر جديد لم يوضع Ùيه Ø£Øد؛ وقد تكÙÙ† بمزيج من المر وعÙصارة الصبر والميعة والسليخة والعود؛ من أجل العبور إلى العالم السÙلي. دÙنوه وأغلقوا على أي باب للمراوغة؛ وقد ختموا القبر بالأختام؛ وغطوا الجسد (الكنيسة) بالثياب ودهنوه بالأطياب الزكية التي تÙبيد كل السقطات وتطلق رائØØ© شذى القداسة وعطر عدم الÙساد.
ذهب يوس٠الرامي إلى بيلاطس وطلب منه هذا الغريب قائلاً له: أعطني هذا الغريب الذي Øكمت عليه بالموت على الصليب؛ بينما هو القدوس والبار... أعطني يسوع الÙقير الذي ليس له أين يسند رأسه... أعطني الغريب الوØيد المصلوب العريان والمطعون والمÙكلل بالأشواك. أعطني المربوط ÙÙŠ العراء والمÙزدرى به والمجهول بين الغرباء... أعطني هذا الغريب؛ لن ÙŠÙيدك جسده... إنه جاء من كورة بعيدة ليخلص البعيدين والمشتتين... أعطني الغريب الذي لا نعر٠بلده ولا نعر٠أباه ولا كي٠وÙلد... هذا وقد ساد صمت شديد لأن هذا الغريب ملك متجسد نائم؛ رقد بالجسد – مات الإله – بالجسد – Ùارتعد الجØيم... المخالÙون المزمجرون ارتطموا بØجر الزاوية – المسيØØ› ÙتØطموا وذهبوا يقرعون على صدورهم؛ بعد أن رÙعوا Øجر الØياة على خشبة؛ Ùترضض عليهم، أنزلوه من على الصليب ÙˆÙكوا رباطات الذي ÙÙƒ الرباطات الأزلية وعتق الغرباء والمÙدانين... Ùكوا الذي قيد الطاغية الشيطان بقيود لا تنØÙ„... ووضعوا Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ ÙÙŠ باطن الأرض؛ لذلك غابت شمس البر وصارت الظلمة دامسة Øالكة السواد.
يوس٠الرامي المائت تجرأ متقدمًا إلى بيلاطس المائت ليطلب منه جسد الإله المعطي الØياة... الجبلة تطلب من الجبلة أن تأخذ جابل الكل... العشب يطلب من العشب أن يأخذ النارالسماوية... وكأن قطرة ماء تطلب من قطرة أخرى أن تعطي لها المØيط كله... يوس٠النجار Ù„ÙÙ‡ بالأقمطة عند ولادته، ويوس٠الرامي Ù„ÙÙ‡ بالأكÙان عند موته ÙÙŠ القبر، يوس٠النجار لازمه ÙÙŠ المذود عند ميلاده؛ أما يوس٠الرامي Ùأتى إليه Øتى الدÙÙ† والقبر... ÙÙŠ ميلاده تقبل أطياب المر واللبان من المجوس؛ وعند القبر ÙˆÙضعت الأدهان على جسده Ùصار قبره السيدي كمذود؛ ÙˆÙلدت لنا Ùيه القيامة وجÙدّة الØياة... إن هذا الغريب كان قد هرب من هيرودس وذهب إلى مصر ووÙلد ÙÙŠ مذود Ùقير؛ وعاش غريبًا مجتازًا؛ تركه الأصدقاء وتنكر له إخوته؛ وهرب منه تلاميذه؛ وتآمر عليه الرؤساء؛ وضربه العبيد؛ واØتقره العسكر؛ وظلمه الØكام؛ لكنه لهذه الساعة قد أتى؛ ومجده ÙÙŠ آلامه؛ وقد أظهر بالضع٠ما هو أعظم من القوة... لذلك Ùلنأت٠إليه لنكون به أغنياء؛ ونشترك ÙÙŠ خدمة الطيب والأدهان التي للإله الØÙ‚ Ø£Øد الثالوث القدوس... Ùلنأت٠إلى موضع الجلجثة ونرنم جميعًا قانون الدÙنة؛ ونمجد المصلوب مع يوس٠ونيقوديموس اللذين سبØاه قائلين: قدوس الله؛ قدوس القوي؛ قدوس الذي لا يموت... ارØمنا يا الله مخلصنا يا من صÙلبت على الصليب وسØقت الشيطان تØت أقدامنا خلصنا وارØمنا... Ùمن جيل إلى جيل سنوك لن تبلىَ؛ ومن قبل الشمس كان إسمك؛ أنزلوك من على الخشبة؛ وكÙنوك يا ضابط المسكونة؛ انزلوك وأنت الÙخاري الأعظم الذي جذب إليه كل المجروØين؛ وشÙعت ÙÙŠ المذنبين بآلامك الشاÙية المØيية... ذقت الموت عن المسبيين والمنÙيين؛ وسبقت إلى الÙردوس كملك لتÙصعد النÙوس التي كانت ÙÙŠ السجن؛ ولتÙصعدنا معك كعظيم رØمتك؛ بعد أن قيدت الشيطان عدونا الأخير بالقيود والسلاسل؛ وقد هرب منك بوابو الجØيم... Ùتعالَ الآن يا منقذنا الوØيد واعتقنا من كل ضلالة وكل موت وكل قيد؛ ÙˆØرر عبيدك واجتذبنا إليك ÙÙŠ هذه الليلة إلى مسكن الÙرØ.