قيامة ملك المجد
كتبها Oliver
إرتفعت الأبواب الدهرية و إرتفع فوقاً منها و أكثر يسوع ملك المجد.قام المسيح لأن كل كلمة خرجت من فمه الطاهر كانت فيها قيامة فلم تسقط كلمة أو حرف مما قاله.وعد أن يقوم إن نقضوا هيكله و ها هم نقضوه و ها هو قد قام.
كله محبة و المحبة تقوم و لا تسقط أبداً.
القبر يقول لأعرفه و قوة قيامته.و الأكفان تعرفه و قوة قيامته.والبستان أيضاً يعرف قوة قيامته.الحجر المدحرج قدام القبر يعرفه و قوة قيامته الحراس أيضاً يعرفون.
الكهنة أحسوا بزلزلة القيامة.بيلاطس و هيرودس يعرفون.تلاميذه القديسين يعرفون قوة قيامته و قد عاشوا بهاو إتكلوا علي قوتها أيضاً.
يسوع المسيح تجسد بالإتضاع و تمجد بالقوة.كل ما أخفاه بالإتضاع أظهره بالقيامة فعرفنا بالقيامة عمق إتضاعه و عرفنا بالإتضاع قوة قيامته .
مضي زمان طيب المريمات
عند القبر تترك المريمات أطيابها.إذ ليس هناك ميت و لا فساد.فما حاجته لأطياب البشر؟ أعمال البشر لا تضيف شيئاً لإبن الله.إعمل جاهداً ما شئت من بر و فضيلة و إعلم أنك تتركه عند قدمي المخلص مثل مريم أخت لعازر علامة حب ليس أكثر..القائم من الأموات لا يحتاجه أنت وحدك تحتاجه ليكون لك تذكاراً فإفعله بكل حب.لئلا تظن أنك تدين الله بأطيابك و هو بصليبه غير مدين لأحد بل دائن للكل.أما خلاصه فمجاناً .
الموت لم يعد هنا.اليوم ليس يوم موت بل يوم ولادة.لأنه ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامته المقدسة 1 بط 1 : 3 لذلك لكل قبر شاهد علي موت صاحبه إلا قبر المسيح فهو شاهد علي قيامة صاحبه.
صار القبر للذكريات.لم يعد مسكناً تتواري الأجساد مقهورة فيه من الموت بل يتواري الموت مقهور فيه من مخلصنا الصالح. صار القبر مزاراً و ليس مسكناً.
مات المسيح قام المسيح
الموت تسلط علينا و المسيح تسلط علي الموت ليسود علينا بدلاً من الموت.كيف داس السيد سلطان الموت.كيف قام؟
لو لم يسلم المسيح نفسه للصلب ما كان قد مات أبداً.فالموت أجرة الخطية.و المسيح هو البار الذي لم يخطيء لا بالفعل و لا بالوراثة في طبيعته كما ورثناها نحن لذلك لو لم يسلم اللاهوت ناسوته للموت لكان المسيح سيبقي علي الأرض لا يموت.كان لابد أن يموت لكى يقدم موته فدية عن موتنا.كان لابد أن يسلم نفسه ليموت.
ليس أحد يستطيع أن يميت المسيح هو بإرادته يقبل الموت.هو بسلطانه يضع نفسه و يأخذها و يقوم و يصعد لأبيه الصالح. يو 18 : 10فهو ليس من الأرض.و لا الأرض موطنه.لهذا قيل أنه ُأًسلم من أجل خطايانا و ُأقيم من أجل تبريرنا رو 4 : 25 اللاهوت أسلم الناسوت فمات. اللاهوت أقام الناسوت فقام المسيح.
المجدلية شاهدة القيامة الرقيقة
1- الزلزلة و توابعها لم تمنع المجدلية من الإنهماك في إعداد الطيب .كانت تتساقط الأطياب من المائدة بفعل الزلزال و تتساقط الدموع من المجدلية لموت الحبيب .
الإضطراب ساد المكان و الحيرة تمنع الأفكار عن الإسترسال. الذكريات تقتل المريمات و هن يعددن الأطياب.المجدلية منفطرة في بكاءها و القلوب يشقها الألم و لمحات من العار و الخجل علي وجه التلاميذ.ما يجرؤ أحد علي النظر في وجه الآخر.الكل يتجنب الكل.
تريد المجدلية أن تتواري.تذهب منفردة بعيداً لكي تصرخ بكل قوتها.تريد أن تلوم الدنيا كلها علي ما فعلته بمخلصنا.تذهب إلي القبر و ليس في يدها شيء.الظلام باق باق .الأرض تموج تحت قدميها.لا يخيفها الزلازل.هي خارجة عن أمر الأرض كلها.
جرت المريمات في إثرها.أخذن معهن الحنوط .تتساءل كل منهن.من يدحرج لنا الحجر؟؟
2- شاب مبهر يلبس حلة بيضاء ليست بينما يلبس اليهود قمصاناَ ملونة. وجهه مضيء.ليس فيه ملامح الأحزان.في قسماته كسوة من الفرح و البر و القوة.أما المريمات فقد أجهز عليهن الإنكسار.نظرت المريمات الحجر مدحرجاً فلم يدهشهن الأمر.لا يخني الظهور قدر الهموم و لا يخفي البصر قدر الدموع.كانت الأحداث تجري و المريمات تري منها القليل لسبب دموعها المنهمرة.كان الشاب مريحاً معيناً.قال لهن.أنتن تطلبن يسوع الناصري.ليس هو ههنا.تغير عنوانه. لم يعد القبر مسكنه.صار الجليل في الجليل.
3- الحجر مدحرج.لكن الهم يحني الظهر و الدموع تغشي البصر فلا تدرك المريمات و لا المجدلية ما يرونه.لا يذهلهم دحرجة الحجر إذ قد يكون مدحرجاً من الزلزال .و لا ينتبهوا للشخص المبهر الجالس في القبر فمنذ متي يجلس الشباب في القبور؟
يسمعون من الشاب لغة سماوية ليست مثل لكنة الجليلين.يقول بقوة و رقة معاً أنه قام .أخبروا تلاميذه أن يذهبوا إلي الجليل لملاقاته.
4- مأخوذ أو مسروق. أخذوا السيد و لست أعلم أين وضعوه؟ كانت هذه الأفكار تذيب دموع المجدلية في زياراتها العديدة للقبر لأن الحزن أطار عقلها و هي التي كانت مسلوبة ذات يوم من إبليس . الآن يريد أن يبتلعها بالحزن.
الكهنة أعطوا رشوة و قالوا أن أن السيد مسروق بينما الحقيقة أن القبر فارغ .
السيد قائم واقف في البستان مثل آدم قبل السقوط.ينادي المجدلية يا مريم.كما دعا آدم إمرأته حواء.آدم الثاني يصنع خليقة جديدة بقيامته.يصنع موكب القائمين.