منذ أن أنتهت الحقبة الملكية وبات تيار الإسلام السياسي يطفو على السطح يمارس سياسة كما يمارس سطوة مجتمعية، باتت تلك التيارات تنشر أفكارها بنعومة على المدى البعيد وكانت الأمية بمثابة التربة الخصبة لنشر تلك الأفكار..

فمنذ أن أنتهت مصر من صراعها في حقبة التسعينات مع الإرهاب، وأنتصرت الدولة أمنيًا في صراعها مع الجماعات الإسلامية المسلحة، إلا أنها فشلت اجتماعيًا في المواجهة وباتت الكفة غالبة لصالح تلك التيارات، حيث عمدت تلك التيارات إلى تغيير الهوية المصرية بدءًا بالطرف الأضعف دومًا في هذه المعادلة وهو المرأة، حيث عمدت إلى تغيير وطمث شكلها المعتاد في ستينات القرن الماضي لينتشر الحجاب والزي الخليجي رويدًا رويدًا حتى أصبح هو الزي الرسمي للمرأة المصرية.

وكان أحد أهم الدعاة الذين ساهموا في نشر الحجاب بين فئة الفتيات الصغيرات والمراهقات هو الداعية الشاب ذو الصوت الناعم والمظهر "الشيك" عمرو خالد.

نرصد في السطور القليلة القادمة بعضًا من تحولات شكل المرأة المصرية وكيف ساهم الدعاة في هذا التغيير، مع التأكيد على أن هذا التقرير لا يهدف لمناهضة الحجاب أو دعمه بل هو فقط رصد لواقع حدث ونعيشه..

عمرو خالد لم يدرس علوم الدين، إلا أنه ورغم ذلك يتمتع بتأثير شعبي يفوق نظرائه من الأزهريين والدعاة في زيهم التقليدي، حيث يختلف "خالد" بمظهره عن التيار الديني السائد، فهو يرتدي "البدل" الحديثة وأحدث الماركات، كما يتميز بالحديث عن موضوعات يومية مثل الحب والغزل، رابطًا إياها بالدين.

وعلى الرغم من كثرة مريديه من جيل الشباب باعتباره يتنبى فكر الحداثة، إلا أنه يواجه انتقادات كثيرة من قبل العديد من المشايخ.

وهو يرد أنه يسلط الضوء على القيم الأساسية في الإسلام، وأن الاجتهاد في الإسلام مفتوح للجميع.

عمرو خالد: المحجبة بتاخد ثواب طول ما هي ماشية

كان عمرو خالد أحد أهم دعاة الفتيات الصغيرات إلى ارتداء الحجاب، باعتبار أن الفتاة المحجبة تأخذ ثواب مع كل خطوة تخطوها ومع كل شخص ينظرها، وأن حجاب الفتاة يتم "عشان خاطر ربنا".

مناشدًا الفتيات اللواتي خلعن الحجاب العودة لارتدائه لحصد الحسنات في آخرتها.

 

 

 عمرو خالد وخلع حجاب زوجة أحمد السقا

ولعمر خالد موقف شهير مع الفنان أحمد السقا، بعد قيام زوجته بخلع الحجاب، حيث حثه على إجبارها على ارتداءه ثانية، متساءلاً عن موقفه منها بعد خلع الحجاب، ومن جانبه قال السقا أنه لن يتدخل بشأن ارتداء زوجته للحجاب من عدمه.

في أحد حواراته لجريدة عربية قال عمرو خالد، أن الحجاب يتزايد في مصر بشكل مطرد وخاصة في أخر عشر سنوات، وهو ما يعد أمرًا إيجابيًا، مستطردًا أن الحجاب جزء من الإسلام، غير أنه يرفض اخترال دور المرأة في موضوع الحجاب.

وأن القرآن الكريم لم يتحدث عن الحجاب إلا في أيتين، بينما تحدث في أيات كثر عن حقوق المرأة.

معلنًا احترامه للنساء السافرات، مشددًا: الحجاب جزء من الإسلام، ولكن لا يجب وضعه في الصدارة.