الأقباط متحدون - مصابيح لوس أنجلوس تحارب الجريمة!
أخر تحديث ٠٣:٠٠ | الجمعة ١٧ ابريل ٢٠١٥ | ٩برمودة ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٣٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مصابيح لوس أنجلوس تحارب الجريمة!

لوس انجلوس تخطط للتحول إلى الانارة البيئية الكاملة
لوس انجلوس تخطط للتحول إلى الانارة البيئية الكاملة

قبل عامين كانت لوس انجلوس الأميركية أول مدينة في العالم تحوّل  ثلثي مصابيح الإنارة التقليدية إلى مصابيح بيئية تقتصد في الطاقة، وكان لهذا الأمر تداعيات طيبة على المدينة إذ إنخفضت نسبة الجريمة 10% نتيجة اتباع هذا النظام. وتخطط المدينة الواقعة في ولاية كاليفورينا للتحول إلى الانارة البيئية الكاملة.

ماجد الخطيب: تتبع مدن الدول المتقدمة أنظمة حاسوبية  بهدف التحكم بالانارة في الشوارع والاقتصاد في تكاليف الطاقة، لكن مدينة لوس أنجلوس الأميركية أبرمت اتفاقا مع عملاق الصناعة الإلكترونية الهولندي" فيليبس" لتزويد كل مصباح في المدينة بنظام حاسوب صغير ينظم إضاءته حسب حركة الشارع والسيارات والمارة.
 
الشارع العظيم
 
وأطلقت دائرة انارة الشوارع في لوس انجلوس على مشروعها اسم" الشارع العظيم" وبنية التحول إلى المدينة الاميركية البيئية الأولى. وكانت المدينة خصصت 7 مليارات دولار لمشروع نصب مراوح انتاج الطاقة من الرياح على شواطئها البحرية. وتعول دائرة الإنارة  على تعويض هذه المبالغ الطائلة، عن طريق خفض الكلفة مع مرور الزمن.
 
مزايا عديدة
 
وثبت بعد سنتين من تحويل ثلثي مصابيح المدينة إلى مصابيح "ليد" أن ذلك ساهم في تحسين الأجواء في المدينة، وقلل انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون، فضلا عن أنه قلل عدد الحوادث على شوارع لوس انجلس.

ويقول ايد ابراهيميان من، دائرة اضاءة الشوارع، إن التحول من مصابيح الرصاص والنترات إلى مصابيح"ليد" على ثلثي شوارع المدينة قلص معدلات الجريمة في المدينة بنسبة 10%، ومن المنتظر ان تنخفض هذه المعدلات بنسبة 10% أخرى مع استكمال التحول إلى الانارة البيئية الذكية بالكامل.

وبحسب نظام الإنارة، هناك حاسوب يقرأ الأحوال في الشارع ويقرر قوة الإضاءة حسب ذلك. وهذا يعني ان المصابيح ستقلل نورها تلقائيا، أو انها تنطفئء تماماً، في المساء عند توقف الحركة على الشوارع، كما انها ستضيء بانارة قوية جداً عند حصول حركة قوية أو غير اعتيادية، وهو ما يقال انه بعث الخوف في قلوب المجرمين ولصوص المساء.
 
الاقتصاد بـ60% من الطاقة
 
في لوس انجلوس اليوم أكثر من 200 ألف مصباح يضيء شوارع المدينة، و تم توزيعها في اكثر من 400 تصميم مختلف. وشمل مشروع  تحول مصابيح الإنارة إلى "ليد" عام 2013 نحو 140 ألف مصباح. ويساهم هذا النظام، بحسب ابراهيميان، بخفض استهلاك الطاقة على شوارع لوس انجلوس بنسبة 60% في السنة، وهو ما يعني توفير مبلغ 7 ملايين دولار سنوياً.

وكانت اضاءة الشوارع بمصابيح "ليد" الذكية اسطع من المصابيح التقليدية، ولكنها تضفي لوناً اصفر باهتاً على الشوارع في المساء.

وجرى تزويد أجزاء من شوارع 31 مدينة عالمية بهذا النوع من المصابيح التي تتابع بذكاء حركة الشارع وتقتصد بالكلفة، لكنها، في لوس انجلوس، المرة الأولى التي يجري فيها تزويد كل مصباح بنظام حاسوبي خاص به، بحسب معطيات شركة فيليبس. وهذا يعني ان كل مصباح يعمل وحده بمعزل عن بقية المصابيح، إلا ان الشركة زودته بنظام للتحكم به عن بعد، وبنظام من أنظمة استشعار تكشف قوة عمله وكمية الطاقة المستهلكة.
 
المصابيح التقليدية محظورة
 
بلغ عمر المصباح الكهربائي المتوهج، الذي يسمى مصباح اديسون، 1333 عاما، ويوصف بأنه الاختراع الذي أخرج البشرية من الظلمات. لكنه بات على هذا الاختراع العظيم، رغم خدماته الجليلة للبشرية، أن يتخلى عن موقعه، وهو ما بدأ بالفعل.

ففي ألمانيا، وقبل حظر انتاج وبيع المصابيح التقليدية، صارت مصابيح "ليد" تشكل نسبة 30% من مجموع مصابيح الإنارة في البيوت والشوارع والساحات. ودخل حظر المصابيح المحتوية على الرصاص والنترات حيز التطبيق يوم 13 ابريل الماضي، وينتظر أنه يؤدي خلال سنوات قليلة إلى تحول البلد بأكمله إلى هذه التقنية.

وتستخدم المصابيح الذكية في مدينة لايبزج لإنارة الآثار التاريخية بحسب ساعات الليل والنهار، وهو ما قلص استهلاك الكهرباء بنسبة 40%. وجرى استخدام هذا النظام أيضاً في هانوفر ونجح بتقليص استهلاك الكهرباء بنسبة 50%، وربما ان التحول إلى نظام حاسوب خاص لكل مصباح سيقلص نسبة استهلاك الطاقة بنسبة 78%، بحسب تقدير دائرة البيئة الاتحادية.

من ناحية أخرى،  يعتقد العديد من علماء البيئة ان الإتحاد الأوربي تعجل الأمور حينما أعلن التحول إلى مصابيح الصمامات الثنائية والتقنيات الأخرى قبل التأكد من براءة المصباح الجديد من تهمة تلويث البيئة. ويتساءل العلماء ما إذا كان هذا المصباح الجديد يليق بألقابه العديدة الممتدة بين المصباح الاقتصادي، والمصباح البيئي، ومصباح المستقبل؟ أم أنه بحاجة إلى سنوات طويلة أخرى من التحسين كي يصبح لائقاً فعلا بلقبه؟
 
الجانب المظلم من المصابح البيئي
 
برنامج "زووم"، الذي تبثه القناة الثانية في التلفزيون الألماني(زدف)، عرض تقريراً للعلماء البيئيين يثبت أن ملك الإضاءة الجديد يقتصد في الطاقة فعلاً، لكنه مشحون بالعديد من المواد الضارة بصحة الإنسان وبالبيئة.

كان مصباح اديسون المطور(التقليدي) ينير بفضل اشتعال مادة معدنية(رصاص معامل مثلا) فيه، لكن المصباح الاقتصادي يحتوي على قليل من الزئبق أيضاً، وهي مادة ضارة بالصحة والبيئة، وسبق للاتحاد الأوربي عام 2009 أن منع استخدامها في المحارير (الثيرمومترات) وفي أجهزة قياس الضغط الجوي (البارومترات) وفي أجهزة قياس ضغط الدم. لكن الفحوصات المختبرية الجديدة تثبت ان المصباح "البيئي" يطلق غاز ثاني أوكسيد الكربون يقل عما يطلقه المصباح التقليدي، لكنه لا يمنع انبعاث الغاز تماماً.

وانتقد البرنامج القرار الأوربي، الذي صدر قبل الدراسات العلمية الجادة حول بيئية المصباح البيئي، لكنه أشار باصبع التهام إلى شركات إنتاج المصابيح الجديدة التي تحاول الهيمنة على سوق المصابيح الجديدة قبل التأكد من بيئيتها. انتقد البرنامج أيضاً عدم اهتمام القرار الأوربي بقضية التخلص، بشكل بيئي، من المصباح القديم، وعدم تناوله قضية تدوير المصابيح الجديدة بعد انقضاء عمرها.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter