الجمعة ١٧ ابريل ٢٠١٥ -
٢٢:
٠٧ م +02:00 EET
صورة أرشيفية
خاص – الأقباط متحدون
نشرت صحيفة "الوطن" وثيقة مكتوبة بخط اليد للشيخ سليم البشري، قبل 106 عاما، تزامنا مع مذابح الأرمن التي ارتكبها الجيش العثماني والقبائل التركية ضد المسيحيين الأرمن، والتي يحيون ذكراها المئوية الشهر الجاري.
قال البشري، في الوثيقة، "طالعتنا الصحف المحلية بأخبار محزنة وشائعات سيئة عن مسلمى بعض ولايات الأناضول من المماليك العثمانية، وهى أن بعضهم يعتدون على المسيحيين فيقتلونهم بغياً وعدواناً، فكدنا لا نصدق ما وقع إلينا من هذه الشائعات ورجونا أن تكون باطلة لأن الإسلام ينهى عن كل عدوان ويحرم البغي وسفك الدماء والإضرار بالناس كافة، المسلم والمسيحي واليهودي في ذلك سواء".
ودعا البشري الكف عن هذه المذابح قائلا: "فيا أيها المسلمون في تلكم البقاع وغيرها احذروا ما نهى الله عنه في شريعته الغراء، واحقنوا الدماء التي حرم الله إهراقها ولا تعتدوا على أحد من الناس فإن الله لا يحب المعتدين".
استشهد شيخ الأزهر بالآية القرآنية التي تقول "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم، أن تبروهم وتقسطوا إليهم، إن الله يحب المقسطين".
وتابع البشري: "لا والله ما داس امرؤ حريمهم -ما انتهك شرف نسائهم- ووضع السيف فيهم وبني عليهم، إلا كان ناقضاً لما أخذ الله على المسلمين من عهد وأوجب عليهم من أمر، فيا أيها المسلمون لا تجعلوا للعصبيات الجنسية سلطاناً عليكم، ولا للتشيع للعناصر سبيلاً إلى نفوسكم، فإن هذه حمية الجاهلية التي ردها الإسلام ونعى على أهلها، ولقد كان لكم في رسول الله أحسن أُسوة وفى أصحابه العافين خير قدوة، ولو أنكم لم تسمعوا مقالة جاهل ولم تقعوا لسلطان الهوى لملكت عليكم رحمة الإسلام مشاعركم، ولوجدتم عن سفك الدماء منصرفاً".
الجدير بالذكر أن مذابح الأتراك ضد الأرمن بدأت عام 1876 ومرت بثلاث مراحل حتى انتهت عام 1923، فلجأت أعداد كبيرة منهم إلى مصر عام 1915، حيث استقروا في عدة مدن.