بقلم : على سالم | السبت ١٨ ابريل ٢٠١٥ -
٣١:
١٠ م +02:00 EET
على سالم
يا أصدقائي المسرحيين، لنترك مؤقتا خشبة مسرحنا الصغير ولنخرج للمسرح الكبير وهو الدنيا حولنا. هناك قرار من مجلس الأمن بالإجماع ناقص واحد، وهذا الواحد هو روسيا، يدعم بلا تحفظ المملكة العربية السعودية في حربها ضد جماعة الحوثيين. وهو ما يذكرني بمقولة قديمة، كن مع نفسك عندها سيكون العالم كله معك. هذا هو ما حدث بالضبط، العالم الآن على استعداد للقتال ضد كل الجماعات المنتجة للفوضى.
وعلى شمال خشبة المسرح يقف وزير خارجية إيران طالبا اجتماعا بين كل الفرقاء للوصول إلى حل لمشكلة اليمن، مؤكدًا بذلك مقولة قديمة في السياسة وهي أن الطرف المهزوم عادة هو أول من يطلب إيقاف إطلاق النار. هو واقعيا لا يطلب حلا لمشكلة الشعب اليمني لأنه هو نفسه جزء منها، وربما هو أساس هذه المشكلة. هو فقط يحاول حماية «الجماعة بتاعته أو القبضاي بتاعه» من هزيمة ساحقة لا تقوم لها بعدها قائمة. ثم هناك تصريح آخر سنتوقف عنده للحظات، وهو أن إيران ستبذل جهدا كبيرا للوصول لصلح، معتمدة على نفوذها في المنطقة. دعنا نتأمل كلمة «نفوذها» هذه. لا يوجد نفوذ حقيقي لإيران في المنطقة، نفوذ أي شخص أو جماعة أو دولة نابع من احترام الآخرين له وإعجابهم به كنموذج جدير بالتقدير.. انظر حولك من فضلك ودلني أين يوجد مثل هذا النفوذ. الواقع أنه جاء الوقت الذي تفيق فيه الحكومة الإيرانية على حقيقة أن نفوذها في المنطقة، يشبه إلى حد بعيد، نفوذ رجل عصابات له قبضاي في كل حي. أنتم الذين قضيتم على التأثير الطبيعي الحضاري للشعب الإيراني.
نعود الآن مشهدا إلى الوراء لمناقشة تصريحكم الذي تعلنون فيه أنكم لن توقعوا على الاتفاقية بينكم وبين أميركا وأوروبا في نهاية شهر يونيو (حزيران) إلا بعد أن تتعهد أميركا برفع الحصار الاقتصادي عن إيران. الواقع أن هذه الاتفاقية، المسماة الإطار الاتفاقي، فيها من الغموض ما يكفي لعدم فهمها. وأنا أكره الغموض، وأرى أنه يوفر للجانب الإيراني فرصة كبيرة لعدم الالتزام.
أليس من الطبيعي أن هذه الاتفاقية لا بد أن تبدأ بتحديد الهدف منها؟ أليس من الطبيعي أن نقرأ في البداية بندا يقول إن المجتمعين في هذا المكان وهم الدولة الفلانية والدول العلانية، اجتمعوا في هذا المكان للوصول إلى اتفاقية تتعهد فيها إيران بعدم المضي قدما في أي مشروع لإنتاج أسلحة نووية؟ وذلك في مقابل أن تتعهد أميركا ودول الغرب برفع الحصار الاقتصادي عنها تمكينا للشعب الإيراني من أن يحيا في رفاهية يستحقها بالفعل. بند 2 - أقر الطرف الثاني وهم ممثلو الشعب الإيراني أنه قد اتضح لهم أنهم بالفعل ليسوا في حاجة لأسلحة نووية وأنهم اكتشفوا أن استخدامها ضد أي طرف سيترتب عليه عملية تدمير للشعب الإيراني، ولذلك هم يتعهدون في هذه الاتفاقية بالامتناع عن التفكير في الوصول إلى أسلحة نووية والاكتفاء باستخدام المشاريع النووية من أجل الاستخدام السلمي.
من بند 3 إلى بند 1000 اكتبوا بقية ما توصلتم إليه. المهم هو التخلص من الغموض، فقد علمتنا الأيام أن ما هو غامض يختبئ الشر في ثناياه.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع