الاتحاد الأوروبي: ليس نزاعا بين ديانات.. والبيت الأبيض: "يحاولون زرع الفتنة"
القاهرة تطالب بإجراءات صارمة.. والأزهر: يجب تعقب الجناة أصحاب السلوك الدموي
كتب – نعيم يوسف
جريمة متكررة.. وشهداء جدد
لم تمضي شهور على قيام تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الإرهابي، بقتل 20 مسيحيا، قبطيا، في ليبيا، ولم تهدأ جراح المنطقة من هذه الجريمة، حتى كرر التنظيم الإرهابي فعلته البشعة مرة أخرى بقتل حوالي 28 إثيوبيا مسيحيا، أعدم نصفهم بالرصاص والنصف الأخر ذبحا، ليصبح عدد شهداؤه من المسيحيين العاملين في ليبيا حوالي 50 شخصا، بالإضافة إلى من قتلوا على أيدي التنظيمات الأخرى.
نشر التنظيم الإرهابي أمس، الأحد، فيديو مصورا مدته 29 دقيقة يظهر فيه هدمه البربري لكنائس مسيحية، وذبحه 12 إثيوبيا مسيحيا على شاطئ البحر، إضافة إلى إطلاق النار على رؤوس 16 آخرين، وعلق على ذلك بأنهم من أتباع الكنيسة الإثيوبية.
الجريمة.. ومستقبل المنطقة
أثارت هذه الجريمة العديد من ردود الأفعال الغاضبة، ورأت الصحف الغربية أن ضحايا هذه الـ"مجزرة" يعتبرون "آخر ضحايا توسع عهد الإرهاب"، وذلك حسبما رأت صحيفة "التايمز"، في الوقت الذي أكدت "بي بي سي عربية"، أن هذه الجريمة تكشف "مدى ضبابية المستقبل في المنطقة".
الاتحاد الأوربي: دليل جديد على إثارة الفتنة
أصدر المتحدث باسم الجهاز الدبلوماسي للاتحاد الأوروبي بيانا، أدان فيه إعدام 28 أثيوبيا مسيحيا، مؤكدا أن هذه الجريمة "دليل جديد على أن لا شيء يوقف الإرهابيين في سعيهم لإثارة الانشقاقات الطائفية"، لافتا إلى أن هذا الأمر ليس نزاعا بين المسيحية والإسلام ولكنه "تحوير إجرامي لديانة سامية من اجل ارتكاب أعمال إرهابية في إطار صراع على السلطة".
البيت الأبيض يدين الحادث البشع
من جانبها أصدر البيت الأبيض بيانا، أدان فيه "بأشد العبارات القتل الجماعي الوحشي للإثيوبيين المسيحيين على يد إرهابيين تابعين لداعش في ليبيا"، معربا عن "تعازينا لأسر الضحايا ودعمنا للحكومة الاثيوبية ونشاركهم الحزن على مواطنيهم"، لافتا إلى الإرهابيون يحاولون "زرع الفتنة الطائفية ولكننا نعلم بأن الناس من مختلف الأديان والطوائف عاشت بسلام على مدى قرون في الشرق الأوسط وإفريقيا".
القاهرة تقدم تعازيها للشعب الإثيوبي
أدانت القاهرة "بشدة وبأقسى العبارات" الجريمة "البشعة" وأعربت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها، "عن خالص العزاء لأسر ضحايا الحادث الإرهابي والتضامن الكامل مع الحكومة والشعب الإثيوبي"، وشددت على ضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسئولياته تجاه حفظ السلم والأمن الدوليين بالتصدي بالجدية اللازمة للتنظيمات الإرهابية أينما وجدت، وتقديم الدعم للحكومة الشرعية في ليبيا للاضطلاع بمسئولياتها"، ودعت إلى اتخاذ إجراءات "صارمة" لمنع تدفق السلاح إلى ليبيا، لافتة إلى أن "تعامل المجتمع الدولي بجدية مع حادث قتل المواطنين المصريين الإرهابي البشع، كان من شأنه منع تكرار مثل هذه الجرائم النكراء".
الأزهر يطالب بتعقب التنظيم الإرهابي
طالب الأزهر –في مصر- بضرورة "تعقب هذا التنظيم الإرهابي على جرائمه النكراء بحق الآمنين مع سرعة تقديم عناصره الخَطِرة للعدالة"، معربا في بيان له، عن إدانته الشديدة للحادث وعزاؤه لأسر الضحايا، مؤكدا، أن "تنظيم داعش ومَن على شاكلته، يعاني من قصور في الفَهم، واضطرابٍ في التفكير، وسلوكٍ دمويٍّ، لا يتفق بأيِّ حالٍ من الأحوال مع كافة الشرائع والأديان والقوانين والأعراف الإنسانية، ويستدعي تكاتف المجتمع الدولي لمواجهة هذا الخطر الداهم الذي يحصد الأرواح البريئة دونما ذنبٍ أو سببٍ".
أثيوبيا.. تؤكد وتتأكد
أكدت إثيوبيا، اليوم، الاثنين، أن الشهداء من مواطنيها، وقال مكتب شؤون اتصالات الحكومة الإثيوبي في بيان "تشعر حكومة إثيوبيا بحزن بالغ جراء هذا العمل الوحشي الذي ارتكب ضد مواطنينا الأبرياء"، لافتا إلى أن "المسؤولين يعملون على تحديد هوية الضحايا".