أشياء كثيرة تجعلنى أخشى على مصر.. ليس من بينها الإرهاب ولا العنف ولا الإخوان.. ولا حتى «بيت المقدس» وتنظيم «داعش»!

بصراحة.. أخشى على مصر منى.. ومنك!

كيف؟ تعالَ نحسبها..

نقول للرئيس السيسى: «صلّحها.. اعدلها.. أنقذها.. وربنا معاك».. اذهب يا سيسى أنت وربك فقاتلا.. أما نحن فها هنا قاعدون.. وأحياناً مفسدون.. متخبطون.. عشوائيون! ثم نسأل بعضنا البعض بدهشة: هى لسة بايظة؟!.. هى مصر بقت ملخبطة ليه؟! يااااه.. دى شكلها مافيهاش أمل..!

نعم، مصر «ملخبطة.. راسها تحت رجليها.. ودراعها محشور فى حلقها».. ليس لعيب فيها.. وإنما لأن أحداً منا لم يحبها بعدُ أكثر مما يحب نفسه.. انظر إلى ما يحدث قبل أن تندهش أو تغضب.

ملخبطة: الحكومة تقول إنها تحقق إنجازات على الأرض.. بينما أوضاع وحياة الناس تزداد سوءاً.. وزير الكهرباء يقول لنا منذ عام تقريباً «مفيش ضلمة الصيف الجاى».. ثم يقول لمساعديه فى اجتماع سرى «الوضع خطير جداً.. والعجز فى الصيف هيكون 28٪.. ومفيش حد بيشتغل».. والأكثر من ذلك أن الكهرباء بتقطع فى عز الشتا.. فأى «ظلام» ينتظرنا فى «الصيف»..؟!

ملخبطة: وزارتا البترول والتموين تقسمان بأغلظ الأيمان أن البنزين والسولار وأنابيب البوتاجاز متوفرة فى كل المحافظات.. بينما يصرخ المحافظون أنفسهم من النقص والعجز.. والمواطن يقف فى الطوابير وهو يقرأ تصريحات الحكومة، ويعيد النظر إلى الطابور.. ويسأل نفسه: هوه فيه إيه؟!

ملخبطة: وزير الثقافة، أكرر وزير الثقافة، يقول لموظفة «إنتى تخينة».. وشريف الشوباشى «المثقف» يطالب بخلع الحجاب فى «مليونية حاشدة».. وأبلة «فاهيتا» عروسة، أكرر «عروسة»، ولكن لـ«الكبار فقط».. تماماً مثلما تُنتج «ديزنى» أفلاماً إباحية لـ«توم وجيرى» وتقول للأطفال: لا تشاهدوها.. ومحافظ الشرقية يقول للمواطنين: أنتم شعب متسول، مع أنه «يتسول» راتبه من جيوبهم.. ومحافظ القاهرة يقول لمواطن: والله.. انت ما عندك دم..!

ملخبطة: «الداخلية» تحلف بالطلاق أنها تحاسب المتجاوزين من الضباط والأمناء بأقصى العقوبات.. بينما التعذيب ووفيات أقسام الشرطة تحقق معدلات غير مسبوقة..! والزميلة المحترمة «المصرى اليوم» تشن حملة شرسة ضد «الشرطة» لأن الوزارة ترفض إعادة محرر الصحيفة إلى تغطية أخبارها لوجود قضية فى المحكمة بين الطرفين.. «الداخلية» تحاول «تأديب» صحفى.. والصحيفة ترد بـ«شخصنة الأمر» وضرب كل الضباط لتقول للوزير: سيب وأنا أسيب.. هه..!!

ملخبطة: قناة فضائية تفتح مئات الساعات من الهواء لـ«إسلام بحيرى» كى يوجه سهاماً مباشرة لـ«أساس العقيدة الإسلامية»، فتقوم الدنيا ولا تقعد.. مناظرات واشتباكات وملاسنات على كل الشاشات.. ونتحول من الحالة المصيرية: مصر فى خطر! إلى «مهزلة»: هو ربنا ما كانش يتخيل؟! والرسول عليه الصلاة والسلام اتجوز رضيعة، ولّا الأئمة الأربعة يستاهلوا الحرق..؟! بينما الأزهر الشريف يجلس «مستربع على الدكة» وكأن الإسلام فى مصر بلا أب شرعى ولا حصن يحميه.. ثم يسألنا الشيخ «أحمد الطيب»: هو إسلام بحيرى ليه بيتجرأ على الدين؟!.. بينما الرئيس «السيسى» يكاد يصرخ: لا بد من تجديد الخطاب الدينى، لابد من تنقية عقولنا من التطرف.. «الطيب» راجل «طيب».. لذا أفسح الميدان هو وشيوخه لـ«بحيرى» وغيره.. ثم نبكى ونصرخ حين «يلحد» الشباب..!

ملخبطة: أبناؤنا فى الجيش والشرطة يموتون على الجبهة فى سيناء والميادين والشوارع.. ونحن «نمصمص الشفايف»: يا عينى.. يا حرام..!.. والأنكى أن بعضنا «يمزق» فى رداء الجيش والشرطة فى لحظة الحرب.. وكأن «الإخوان» لهم خلايا حية فى أجسادنا..!

ملخبطة: كل فقهاء القانون والدستور فشلوا فى وضع قانون تقسيم الدوائر.. القانون رايح جاى.. وحوار «محلب» مع الأحزاب تحوّل إلى «مهزلة».. مع أننا -أساساً- ليس لدينا أحزاب.. لجنة القانون تتهم عمرو موسى ولجنة «الخمسين» بوضع ألغام فى الدستور.. والمحكمة الدستورية لديها «مازورة الدستور» تقيس بها الطعون.. والحكومة «ضاربة لخمة» حتى لا تجرى انتخابات البرلمان، ثم تحل الدستورية «وسطه» بعد انعقاده.. والرئيس السيسى لن يوقّع قانوناً غير دستورى.. والانتخابات قبل رمضان ومع امتحانات الثانوية العامة.. أو بعد رمضان ومع الصيف حيث لا يوجد ناخبون.. إلا إذا وضعنا صناديق الاقتراع على بوابة «5» فى مارينا؟!

ملخبطة: أصحاب المحطات الفضائية يخسرون مالياً.. ويُسرّحون العمالة، بينما يفتحون قنوات جديدة.. سوق الإعلانات تتقلص، والفضائيات تشترى المسلسل بـ50 مليون جنيه لـ«مولد رمضان».. نجوم الدراما انخفضت أسهمهم لدى المشاهد.. بينما أجورهم ترتفع دون منطق: محمد رمضان يتعاقد مع شركتين فى وقت واحد بما يقرب من 20 مليون جنيه لبطولة المسلسل، وغادة عبدالرازق تتقاضى 18 مليوناً.. والفضائيات تشترى لأعلى سعر.. ثم لا تدفع للمنتجين «خد شيكاتك وروح النيابة.. وابقى قابلنى».. وأباطرة شركات الإعلانات أربعة أشخاص يتلاعبون بالمليارات والفضائيات أيضاً.. مش مهم تقفل.. مش مهم أصحابها يتحبسوا.. المهم إن الأربعة فى جيوبهم الملايين وفى إيديهم «المحبس»..!

ملخبطة: مشروع المليون وحدة سكنية رايح جاى.. أرابتك الإماراتية عايزة تستلف الفلوس من البنوك المصرية.. الحكومة مش موافقة «إحنا كده نبقى اشترينا الترماى».. شقق الإسكان الاجتماعى رايحة جاية «مفيش مواطن عارف يحجز إزاى.. وفين.. وبكام».. قانون التأمين الصحى على المواطنين رايح جاى «الحكومة: هنعمله.. لا مش هينفع.. هناخد من القادر لعلاج الفقير.. لا مش دستورى.. مفيش فلوس.. خليها ماشية كده بالبركة.. واللى يموت يموت»..

ملخبطة: الزبالة تملأ الشوارع.. والشركات وفواتير الكهرباء تُحصّل رسوم النظافة.. أى نظافة؟!.. البنزين والسولار هيغلوا فى شهر يوليو.. وفواتير الكهرباء بتزيد سراً: اصرخ.. عيط.. هتدفع 4 أضعاف يا إما هنقطع «نور عينيك».. والغاز فى المنازل بيزيد هوه كمان: اصرخ.. عيّط.. هتدفع 4 أضعاف يا إما «هنولّع فيك بالغاز»..!

أنا وأنت شركاء فى كل «اللخبطة».. نتفرج ونتابع كل شىء.. ثم ننام فى النور أو الضلمة.. مرضى أو أصحاء.. سعداء أو حزانى.. فى شارع نظيف أو «معفّن».. لا فرق.. هيه كانت بلدنا يعنى؟!
نقلا عن الوطن