الأقباط متحدون - إيران تتحرك
أخر تحديث ٠٨:٣٤ | الاربعاء ٢٢ ابريل ٢٠١٥ | ١٤برمودة ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٣٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

إيران تتحرك

محمود خليل
محمود خليل

«حافة الهاوية» سيناريو من السيناريوهات التى تُستخدم فى بعض الأحوال فى مواجهة الأزمات المعقدة أو الحادة التى يمكن أن يكون لها تأثيرات عميقة على الواقع. ما يثار هذه الأيام من معلومات حول تحرك 9 سفن حربية إلى باب المندب، فى مقابل حالة التأهب التى أصبحت تسيطر على القطع البحرية الأمريكية التى توجد هناك، يمنح مؤشراً مبدئياً على أن الأطراف الضالعة فى حرب اليمن بدأت تتحرك حركة جادة فى اتجاه حسم ما يحدث هناك، إما بالمصالحة والاتفاق على تسوية سياسية محددة، أو بإشعال حرب لا يستطيع أن يتوقع أحد حجمها أو مداها أو آثارها.

التحرك الإيرانى جاء بطيئاً، بعد مرور ما يقرب من الشهر على بدء عملية «عاصفة الحزم»، لكنه جاء زاعقاً إلى حد بعيد، فبعد أن كان حسن نصر الله، زعيم حزب الله، هو اللسان المعبر عن الموقف الإيرانى من الحرب التى يخوضها التحالف العربى بقيادة السعودية ضد الحوثيين، أصبحت التصريحات النارية والتهديدات الصريحة بضرب السعودية تتردد على ألسنة المسئولين الإيرانيين، ثم بدأت المعلومات تتواتر عن إبحار قطع حربية إيرانية نحو باب المندب. وتؤشر هذه التحركات إلى أننا نقترب بشكل حثيث من سيناريو حافة الهاوية، إما بهدف الحل، أو بهدف الوصول إلى الخطوة التالية فى تشكيل «لعبة الاستنزاف» داخل المنطقة.

من المحتمل أن يكون الهدف من التحركات التى يشهدها باب المندب التمهيد لمفاوضات، أو الضغط من جانب أطراف الصراع بهدف تحقيق مكاسب أكبر، فى إطار تفاهمات تفاوضية تجرى حالياً فى الخفاء. فالوصول بأزمة إلى حافة الهاوية يدفع بكل طرف من أطرافها إلى التفكير فى «الكُلفة» التى سيفرضها المزيد من التورط، والخسائر التى يمكن أن تترتب على اشتعال صراع عسكرى حقيقى على الأرض، الأمر الذى يجعل من التفاوض الخيار الأكثر رجحاناً. سيناريو حافة الهاوية يتم الاستفادة منه على مستوى الدول تماماً كما يرتكن إليه بعض الأفراد فى إدارة الأزمات. على سبيل المثال يمكنك فى مواجهة زوجين لا يمر يوم دون أن يتشاحنا أو يتعاركا أن تقذف فى وجهيهما بأبغض الحلال: «الطلاق»، فترديد هذه الكلمة على مسامعهما سوف يدفع بكليهما إلى التفكير فى الكلفة والخسائر التى ستترتب على الوصول بالأزمة بينهما إلى «حافة الهاوية» تلك، وقد تكون النتيجة هى الوقوف مع الذات والتفكير فى العواقب، بما يؤدى إلى التفاهم.

وقد يحدث العكس، ويكون الوصول بالأزمة اليمنية إلى حافة الهاوية نذيراً للدخول فى مرحلة «تكسير العظام» حتى ينتصر طرف على آخر، لكن نتيجة الدخول فى فخ الحرب لن تأتى على هذا النحو فى تقديرى، فلن يكون هناك منتصر ومهزوم، بل ستخرج كل الأطراف المتورطة فيها بخسائر فادحة، لأن كلاً منها يمتلك الأدوات التى تمكّنه من النيل من غيره، وبالتالى فنحن أمام حرب سيخرج الكل منها خاسراً، إننى على ثقة من أن الأطراف المتورطة فى هذه المعركة تدرك هذا أكثر منى، لذلك أجد أن الوصول بالأزمة اليمنية إلى حافة الهاوية يمكن أن يكون مقدمة لحل تفاوضى.. والصلح خير!

نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع