الأقباط متحدون - عارهم وليس عارنا
أخر تحديث ٠٤:٠٣ | الخميس ٢٣ ابريل ٢٠١٥ | ١٥برمودة ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٣٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

عارهم وليس عارنا

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

أبو النكد السريع .
أنقل لكم ما كتبة  الدكتور علاء طاهر وهو عراقى الجنسية والموطن وتحت عنوان " عارنا حيال بعض من أهل البلاد القدامى المسيحيين ......أنة عارهم فى الواقع "   عار دولتنا والقائمين عليها من أهل الاسلام السياسي سواء بسواء ...ونبدأ ما كتبة العزيز الدكتور علاء طاهر

وأنا أستقل السيارة المخصصة  لذهابنا فى رحلة للبحث عن بعض العوائل المسيحية المتعفنة - كما يعتقد أغلبنا -  لم يكن يدور فى خلدى أنى سأشاهد صباح هذا اليوم ما شاهدتة .

لقد تعودت أن أرسم  للعوائل المسيحية فى العراق صورة فى ذهنى كطبقة ميسورة فى كل شئ ..فى التعليم فى الثقافة ..فى المال وطبعا فى الجمال

ورغم حبى لهم واعجابى بطريقة حياتهم كنت أعتقد - فى أحد مراحل عمرى - أنهم مفضلون علينا من قبل الدولة فكنت أنفر من ذلك. ومما ساعد فى ترسيخ هذا الاعتقاد لدى هو الاشاعات التى كان يتحدث بها المجتمع أيام الحصار بان المسيحيين تصلهم مساعدات خاصة عن طريق الكنيسة تبعد عنهم شبح الحصار وأثارة التى ساهمت فى اختفاء الطبقة المتوسطة ونكوصها الى طبقة فقراء فى تسعينات القرن الماضى . وكانت هناك اشاعات بأن نظام صدام حسين يفضل المسيحيين ويجعلهم فى بحبوحة من العيش باتفاق بين طارق عزيز- مسيحى ومسئول كبير فى حكومات صدام -  والأمم المتحدة يجرى تنفيذة بينما يموت باقى الشعب جوعا بسبب الحصار . وهذا ربما كان أحد الأسباب المهمة للعنف الذى تعرض لة المسيحيون بعد سقوط نظام صدام

لقد زرت اليوم مع مؤسسة خيرية دولية عوائل مسيحية عديدة فى مناطق مختلفة من بغداد ورأيت طريقة عيش تلك العوائل ولم أكن اظن انها موجودة  اليوم  . رأيت بأم عينى مصداق قول الجواهرى الخالد :

ويستقى دمها جيل وينكرها  ....ويغتذى روحها خلق وتعتفد  - تعتفد : تغلق بابها على نفسها فلا تسأل أحدا حتى تموت جوعا .

عوائل مسيحية فقيرة تعانى الخوف والفقر ونحن نزورهم   كنت أقرا فى عيونهم الخوف والطيبة وعزة النفس والامتنان . لقد أحبوا وطنا فأذلهم  رفضوا  تركة فخنقهم ..التصقوا بهذة الأرض يريدون فقط الموت عليها لأنهم أصحابها الحقيقيون .

امرأة مسنة أردت  مساعدتها  فغمزت لزميلى لكى نعطيها حقيبة مساعدات ثانية بعدما رأيت بؤس حالها مع ولدها المختل عقليا فاقتربت منى وقالت بأدب جم  : لا نحن عائلة واحدة مو اثنين سناخذ حقيبة واحدة . هل تسمعون يا قادة الفساد فى بلدى  يا من تتسابقون على السرقات غنائم لكم ....تبا   لكم .

امرأة أخرى ترفض ان تأخذ المساعدة دون أن نعطى لجارها المسلم ضعف ما سوف نعطيها لان عائلتة كبيرة  فحققنا لها مرادها

وأخرى تعيل عائلها رغم عوقها ومرضها دون أن يلتفت لها أحد . وأخرى جاءت هاربة من بعقوبة خوفا من التهديد والقتل . وفى بيت اخر رأيت فنانة معروفة مثلت ذاكرة جيل وعطاء لأكثر من أربعين عاما فى الدراما العراقية تغلق عليها بابها لتموت ببطء وهى تعانى من امراض الشيخوخة وضعف الذاكرة  كانت تتكلم بمرارة عن عطائها ومعاناتها والتزامها بفنها طيلة عقود ثم التجاهل المتعمد لها ولتاريخها... لم تعد تتنظر الان الا الموت

لم أتكلم مع أحد منهم الا أغرورقت عيناة بالدموع وهو يتكلم عن جفاء هذا الوطن وعن حبة الذى يجعلهم يرفضون باصرار  مغادرتة رغم أن معظم أقاربهم فى المنافى التى تسهل لهم استقبالهم

كانوا يتكلمون بطيبة وخوف وتحفظ استمعت لهم وأنا أشعر بالذنب لما فكرت فية يوما . أشعر بالعار يلفنى ويذهب بى بعيدا فى أغوار التاريخ .. كنت أريد تقبيل يد كل منهم اعتذارا عما فعلناة بهم  كنت أريد تقبيل يد كل منهم نيابة عن أجدادنا الغزاة   ولكن .....ولكن ....  لم أفعل .. فصلف البداوة مازال يجرى فى عروقى - يا ليتنى مت قبل هذا أو كنت نسيا منسيا - انتهى ما كتبة الدكتور علاء طاهر . لا يسعنى الا أن أشكر من أعماقى الصديق الانسان الذى لم أشرف بمعرفتة  وكما هو واضح فان نفس القصة تتكرر بنفس السيناريو فى بلاد المؤمنين ذوى الأيادى المتوضئة  ..اكرر شكرى للدكتور طاهر ولا تعليق من عندى أكثر من ذلك


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع