الأقباط متحدون - اختبار العقل!!
أخر تحديث ٠٨:٥٠ | الاربعاء ٢٩ ابريل ٢٠١٥ | ٢١برمودة ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٤٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

اختبار العقل!!

بقلم: عـادل عطيـة
يعيش المرء عمره كله تلميذاً للعقل الذى يعطيه هويته المعرفية الكونية..
قد يكون الإنسان شغوفاً بأن يضفى صفة: المنطق، والمفهومية، والذكاء على تصرفاته ..

لكن الذكاء لا يخلق العالم العظيم ، بل الاخلاق هى التى تصنعه!
فهل اختبرت باخلاقك النبيلة عقلك المعلّم؟!..
هل اكتشفت مدى شجاعته، وصدقه، واخلاصه، وامانته، وقدرته على التمييز بين الحق والباطل ، وبين الخطأ والصواب ، والغث والثمين؟!..

هل هو عقل منافق سوّدته المشاعر الدنيا، فيتحدث إليك بما تريد أن تسمعه منه ؟!
هل هو عقل مخادع، يودى بك فى متاهات عالم الاحلام، ويكرر ذلك كل ليله..
وفى النهار: فى الخيالات، وفى احلام اليقظة..

ويسخر منك؟!..
هل هو عقل مستبد، لا يزال يقر: بالرق، والملكية المستبدة، والخزعبلات..
ويجعل البشر يهتفون للطغاة ويناصرون المذابح والقتل فى الحروب؟!..
هل هو واقع تحت تأثير معلمين كذبة ومغرضين،

يستعبدون أنفسهم والبشر بحروف مكتوبة باصرار أن لا تعيد التفكير فى معانيها أو سياقها ،
حتى تظل أنت وغيرك منتظرين للتوجيهات من قادة معينين وإلا فلا حركة؟!..
هل هو ممن يجذبهم اغراء العدد، ويعتقد أن نجاح عقيدة ما يعتمد على كثرة العدد والاغلبية،
مع أن الكثرة تؤيد الخطأ كما تؤيد الصواب؟!..

هل تقيده مشاعرالرعب من الارهاب وزبانيته، والقائلين بحد الردة..
عن الوصول عن يقين إلى الاعتقاد بصحة ما وصل إليه؟!..
هل يتمتع بالحرية الكاملة،

التى هى اساس البحث والتعبير والوصول إلى الحقيقة،
وإلا فكيف يمكن أن يحصحص الحق مالم تسلط عليه سهام النقد؟!..
إن الانسان الذى يرى فى معتقداته الحق الصراح،
وفى معتقدات غيره الباطل،

عليه قبل ان يقر بان افكاره تتجاوب مع الحقيقة،
أن يقدم لنا مفهوماً عن الحق..
وكل من لايعرف كيف يجيب على سؤال: ما هو الحق؟!..
لا حق له بأن يؤكد صحة افتراض ما.

فكم من أفكار اعتنقها اصحابها وقتاً ما،
ودافعوا عنها بالنفس والنفيس،
وربما بذلوا دماءهم فى سبيلها..
لكن الايام اثبتت بعد ذلك أنهم كانوا على خطأ!

وهل نعتقد أن أفكارنا لن يأتى عليها الوقت،
الذى فيه تصبح نظير الافكار التى كانت تنادى بأن كرة الارض تستقر على قرنى ثور هائل؟!..
ان الذين لا يمتلكون تعريفاً محدداً لكلمة الحق،

عليهم أن يقروا بأن هناك نوراً أعلى من أفكارنا،
فوق الحقيقة،
خلف ما نسميه الحق والخطأ،
يحكم على حقيقة تفكيرنا،

و يؤكد لنا بقوة وسلطان أن كنا فى جانب الحق، أو غير الحق..
هذا النور الاسمى هو الله.
وستبقى الحقيقة،
أن العقل المستنير بنور خالقه،

والذى هو فى توافق معه،
لابد وأن يرفض كل تعليم عنصرى مبنى على التعصب!...


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter