الأقباط متحدون - يجوع الإعلامى ولا يأكل من أعشاب العاصمة
أخر تحديث ٠٥:٣٥ | الاربعاء ٢٩ ابريل ٢٠١٥ | ٢١برمودة ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٤٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

يجوع الإعلامى ولا يأكل من أعشاب العاصمة

خالد منتصر
خالد منتصر

تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها، ويجوع الإعلامى ولا يتاجر بعرضه وشرفه وقلمه وسمعته فى مزايدة ممارسة دعارة إعلامية وعهر فضائى فى قناة يملكها نصاب يتاجر فى أرواح البشر ببيع الوهم فى برطمانات، فى نفس يوم افتتاح القناة فى العاصمة المصرية كان صاحبها فى النيابة فى إحدى قضايا النصب التى تتكدس فى أدراج نيابات مصر من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، فالمالك صاحب فروع ودكاكين نصب عديدة فى كل محافظات مصر تحت سمع وبصر وزارة الصحة وجهاز حماية المستهلك الذى ما إن يوصى بالقبض عليه فى محافظة حتى تجده يهرب ويدفع الرشاوى هارباً إلى محافظة أخرى ليفتتح فيها فرعاً آخر لبرطمانات الوهم ومراهم الخرافة وأكياس الفنكوش.

عيادات وهمية يفتتحها ليكشف فيها حاملو دبلومات التجارة والصنايع على المرضى الغلابة ويمصوا دماءهم تحت لافتته الإجرامية الوضيعة، يضحكون عليهم بمراهم تكبير العضو المصنوعة من خصية التمساح وذكر الحصان!!، وأعشاب الروماتويد من ركب النمل ولبخة الشعر ومساحيق علاج الكبد والسرطان من الكركم والبردقوش!!، جمع المليارات تحت سمع وبصر الدولة وشيد الفضائية تلو الفضائية وغازل المشاعر الدينية وصادق العصابة الإخوانية وتقرب إلى الحازمية الأبوإسماعيلية... كل هذا والدولة فى المهلبية!!، وزير الصحة لا يقترب من الدجال ويقول عنه إنه عطار، وعندما تسأل الوزير والداخلية والنيابة عن حكم من يعمل ويجرى الحجامة ويشرط أجساد البشر بالموس وكاسات الهوا ويعبى الشمس فى أزايز ويقبض الملايين من إيهامهم وخداعهم بأن الحجامة تقرب إلى الله، يرد الوزير وترد حماية المستهلك «ده ثواب.. هو حد يقدر يقرب من الحجامة.. ده طب نبوى»!!، لذلك نطالب وزارة الصحة بفتح أقسام لبول الإبل وكى السيخ المحمى فى مستشفيات الحكومة..

كانت القضية حتى الأسبوع الماضى منحصرة فى مطاردات بوليسية للنصاب العشّاب، لكن النصاب الدجال فطن إلى أن تحصين إمبراطوريته لن يتم إلا إذا دخل مجلس الشعب وأيضاً لن يترسخ إلا إذا اشترى الإعلام والإعلاميين، وأنشأ قناة فضائية واحتل عقل المصريين وزيّف وعيهم من خلال الأوت دورز وبرامج التهريج وبيع الوهم، وبالفعل رشح نفسه للمجلس، ثم أنشأ القناة فى الوقت الذى لا تستطيع فيه شركات الدواء أو وزارة البحث العلمى أو مستشفيات مصر الكبرى مجتمعة أن تنشئ ربع قناة، ولا يستطيع الأزهر بجلالة قدره حتى هذه اللحظة أن يفتح باب قناة من أصله... إلخ. فى ظل تلك الظروف وبينما القنوات الكبرى تعلن إفلاسها فتح هذا النصاب العشاب قناة، وأصبح يقبض من ماله الحرام صحفيون وأصحاب مراكز دراسات وإعلاميون وأعضاء اتحادات رياضات ونقاد... إلخ.

كارثة ومصيبة وكوميديا سوداء ونخبة هباب ومثقفون مقاولو أنفار، حزنت عليهم وعلى مصر وعلى كل من يبيع شرفه فى سوق النخاسة بشوية بنكنوت، حزنت على من يبرر لنفسه بأنها مجرد نافذة إعلامية، هل عندما تطل أيها الزميل الإعلامى من نافذة ماخور أو غرزة من غرز الدخان الأزرق ستصبح إطلالتك حلالاً بلالاً تبررها بمرهم مسكن اسمه وأنا مالى، ثم تبسمل وتحوقل قائلاً: هو أنا مغسل وضامن قناة!، هل من أجل السبوبة تبيع عرضك الإعلامى وتلعق حذاء النصاب المتسخ بقاذورات أعشابه الوهمية وتقبل يديه الملطخة بدماء ضحاياه المساكين؟!.

هل أنت مقتنع يا من تمدّ يدك وتقبض من هذا السفاح أنه فعلاً يفهم فى الطب والعلم أم أنك على يقين فى داخلك بأنه مجرد سباك بنى آدمين وسمسار تسليك وتوليع وعضو فى عصابة مافيا النخاسة الدولية؟!، هل وصلنا إلى هذا الدرك الأسفل من الفوضى الإعلامية والعشوائية الفضائية، بحيث نسمح لنصاب دجال بإنشاء ثلاث قنوات دفعة واحدة؟!، لماذا هيئة الاستثمار أسد على إسلام بحيرى ونعامة على العشاب الكداب؟!، لماذا وزارة الصحة غضنفر على لافتة طبيب غلبان كشفه عشرون جنيهاً، وكتكوت مبلول على شهريار الأعشاب الحجام، تطبطب عليه وتمنحه منديل الأمان كلما أخذه البوكس وعاد متوجاً بإكليل الفخار؟!.

عار على الإعلام أن يسمح بهذه الفضيحة وعار على الإعلاميين أن يتمددوا عرايا على أسرّة بيوت الدعارة الإعلامية المقننة فيصبحوا أصحاب رايات حمر وعلى خيامهم قوادين بميكروفونات وكاميرات ومساحات بث وترددات فضاء، ولا عزاء فى وطن يباع فى سوق النخاسة الإعلامية.
نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع