الأقباط متحدون - ولكن الرئيس خذلنا!
أخر تحديث ٠٦:٥٠ | الاربعاء ٢٩ ابريل ٢٠١٥ | ٢١برمودة ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٤٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

ولكن الرئيس خذلنا!

الرئيس عبد الفتاح السيسي
الرئيس عبد الفتاح السيسي

 آخر ما كنت أتوقعه أن يكون الرئيس الذى يدعو الناس، من أول يوم له فى الرئاسة، إلى العمل، وإلى الإنتاج، وإلى بذل كل جهد، هو نفسه الذى يدعوهم، خلال احتفال عيد العمال، أمس الأول، إلى النوم الكامل طوال 30 يوماً هى أيام شهر رمضان!

 
وحين أشرت إلى هذا الموضوع، فى هذا المكان، قبل أيام، أقصد موضوع صورة رمضان فى عقول المصريين بشكل عام، فإننى كنت أتوقع من الحكومة أن تعمل على تغيير ملامح هذه الصورة، بالكلمة، وبالفعل من جانبها، وبكل قوة ممكنة، وأن تطلب من كل مصرى أن يفهم أن صومه عن الطعام، فى رمضان، ليس معناه أبداً أن يصوم عن العمل، وليس معناه، مطلقاً، أن يكون رمضان، كشهر عظيم، مرادفاً لدى الغالبية لكل تكاسل، وخمود، وخمول، واسترخاء، وتوهان!
 
كنت أتوقع أن تبادر الحكومة إلى القول بأن رمضان كشهر يظل شأنه شأن أى شهر آخر فى العام، وأنه لا شىء يمنع أن تنتظم حياتنا فيه بشكل طبيعى للغاية، وأن العكس هو الصحيح، لأن الصيام، لدى كل من يصوم بجد، يعطى الإنسان قدرة على العمل أكثر، ويمنحه طاقة أعلى، ويبعث فيه نشاطاً أقوى، من أول يوم فى الشهر إلى آخر يوم فيه!
 
وكنت أتوقع أننا مادمنا فى عصر جديد، أو هكذا نفترض فيما بعد 30 يونيو، فإن المتصور ألا نبدد يوماً واحداً من وقتنا، فضلاً بالطبع عن أن نبدد شهراً بكامله.. وبدعوة من مَنْ؟!.. من رأس الدولة ذاته!!
 
كنت أتوقع أن يجيب الرئيس إجابة مختلفة تماماً عندما يتلقى سؤالاً عن انتخابات البرلمان، وعن موعدها، وأن يقول - ما معناه - إن هذا أمر ليس فى يده، وإن الأمر كله، فيما يخص الانتخابات وموعدها الجديد، إنما هو فى يد اللجنة العليا للانتخابات، وإنه متى ما انتهت لجنة تعديل قانون تقسيم الدوائر من عملها الحالى فسوف تحدد هى، لا غيرها، الموعد على الفور، سواء جاء فى رمضان، أو فى غير رمضان، لأنه لا وقت عندنا نضيعه، ولأننا لا نملك أن يكون الوقت عندنا نوعاً من الترف هكذا، فهو أغلى ما نملكه!
 
كنت أتوقع هذا من الرئيس، وأتوقع ما هو أكثر منه، وكنت أتوقع أن يبتعد هو بالذات عن أن تكون له علاقة مباشرة، أو غير مباشرة، بحكاية انتخابات البرلمان، وحكاية موعدها، حتى لا يأتى كلامه كما جاء أمس الأول ليغذى ما يروجه أعداؤه، وخصومه، بل خصوم البلد كله، عن أن الرئيس ليس فقط لا يريد انتخابات، وإنما لا يريد برلماناً من أصله!
 
كنت أتوقع أن يقول الرئيس إن تأجيل الانتخابات إلى ما بعد رمضان، تحت أى دعوى، مرفوض، لأن معناه أن تتأجل شهراً ونصف الشهر بعد رمضان، ولأن الشهر عندما ينتهى فى منتصف يوليو فسوف يأتى أغسطس شهر الإجازات من بعده، بما يعنى أن يكون البلد كله مرفوعاً من الخدمة، من منتصف يونيو، أى من أول رمضان إلى أول سبتمبر، حين يعود المصريون من الإجازات!.. كنت أتوقع أن «يشخط» الرئيس فى الناس، وأن يقول لهم ما معناه إن ظرفنا الحالى لا يحتمل أن نكون خارج الخدمة، كبلد، يوماً واحداً، فضلاً عن أن نكون خارجها شهرين ونصف الشهر!
 
كنت أتوقع هذا بصدق الحريص على البلد، ثم على الرئيس أيضاً، ولابد أن غيرى كان يتوقعه معى بالصدق نفسه، ولكن الرئيس خذلنا!
نقلا عن المصرى اليوم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع