يحتفل العالم، اليوم، بـ عيد العمال في مختلف أنحاء العالم، وفي مصر يتزامن العيد مع حكم قضائي بـ"حرمة الإضراب العمالي" لأنه مخالف للشريعة الإسلامية، بالإضافة إلى تصريحات رئيس اتحاد عمال مصر، التي قال فيها، "لا للإضراب". 

 

النضال العمالي في مصر مر بالعديد من المراحل والأزمات، إلا أن هناك أزمات تعرض لها العمال، كادت أن تحرق البلاد، ومنها أزمة إضراب عمال المحلة عام 2008، وإضراب سائقي النقل العام، والمترو، والإضرابات التي أطاحت بحكومة الدكتور حازم الببلاوي مؤخرا. 

 

نضال عمال المحلة

في ديسمبر عام 2006 قرر عمال المحلة تنظيم إضراب، استمر لمدة ثلاثة أيام، ما أجبر الحكومة على التفاوض معهم، وتنفيذ طلباتهم، وصرف مكافأة أجر شهرين، وفي عام 2008 دعا عمال شركة غزل المحلة إلى إضراب يوم 6 أبريل، استجابت له بعض الحركات السياسية والشبابية، وتكونت بعده حركة 6أبريل، ولقد اتسم هذا الإضراب بالعنف، حيث تم الهجوم أقسام ومراكز الشرطة وتدمير أجزاء من المدينة وإحراق مباني وعمليات سلب ونهب بشكل عشوائي، ما أجبر رئيس الوزراء أحمد نظيف –آنذاك- على الذهاب بنفسه على رأس وفد وزاري لحل الأزمة، وتعهد بجملة إجراءات لامتصاص غضبهم. 

 

إضراب .. ونقابة

قرر موظفوا الضرائب العقارية تنظيم إضرابا عاما في سبتمبر عام 2007، ولكنه اتخذ شكلا تنظيميا أكثر حيث شكلوا لجنة لقيادة الإضراب، وبعد التعهد بتنفيذ طلباتهم في نهاية نفس العام، قرروا تحويل لجنة القيادة إلى نقابة مستقلة. 

 

العقاب.. والفصل

عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير، كان "الفصل من العمل" هو الأسلوب المتبع مع العمال بسبب نشاطهم النقابي، ووصلت بعض التقديرات لعدد العمال المفصولين من الشركات ما بين 12 إلى 30 ألف عامل، واستمرت مشكلتهم حتى جاءت حكومة الدكتور حازم الببلاوي، عقب ثورة الثلاثين من يونيو، لتتعهد بأن أول المشكلات التي سوف تعالجها هي "المفصولين" من العمل. 

 

الإطاحة برئيس شركة مترو الأنفاق

للمطالبة بإقالة رئيس الجهاز، قرر سائقي مترو الأنفاق الدخول في إضراب شامل في نوفمبر عام 2012، وتم الاستجابة لمطالبهم، كما نظم سائقي السكك الحديدية اضرابا أخر في أبريل عام 2013 للمطالبة بصرف بدل إضافي وحوافز، إلا أن الحكومة لم تستجب لمطالبهم ووفر الجيش المصري سائقين بدلا منهم. 

الإطاحة بحكومة حازم الببلاوي

تمكنت إضرابات عمال شركة الحديد والصلب في حلوان، والغزل والنسيج في المحلة، والعاملين في هيئة النقل العام، والتي تزامنت في نفس الوقت من الإطاحة بحكومة الدكتور حازم الببلاوي، وتم تكليف المهندس إبراهيم محلب برئاسة الحكومة، حيث ذهب إلى عمال المحلة وطلب منهم مهلة عدة شهور حتى يتم تنفيذ مطالبهم، بشرط العودة إلى عملهم مرة أخرى.