خلف قضبان السجون، أو فى قاعات المحاكم، أو فى قلب الاشتباكات، يقضى الصحفيون «يوم حرية مهنتهم» متهمين بالعمالة والخيانة أو مسحولين على «أسفلت الشوارع»، ملعونين من الكل أو موسومين بالشيطنة والأبلسة والتدليس، عقاباً غير معلن على المهنة التى اختاروها وضريبة يدفعها من تحمل بطاقاتهم أو «كارنيهاتهم» كلمة «صحفى» فى خانة المهنة. معاناة يعيشها الصحفيون فى مصر على صعيدين، سعياً وراء المعلومات التى لا يسهل القانون تداولها، فى المبانى والشوارع، اتهامات بالعمالة لأصحاب المهنة التى جارت الأيام، إلى أن صار أبناء «صاحبة الجلالة»، ومجندو «السلطة الرابعة» هدفاً لـ«المواطنين الشرفاء». صعوبات كثيرة تشهدها بيئة العمل الصحفى فى مصر، التى تفتقر إلى كثير من الخصائص التى نص عليها «الإعلان العالمى لحرية الصحافة» الصادر فى الثالث من مايو 1991، خلال اجتماع للصحفيين الأفريقيين الذى نظّمته منظمة اليونيسكو فى ناميبيا، «لا يمكن تحقيق حرية الصحافة إلا من خلال ضمان بيئة إعلامية حرّة ومستقلّة وقائمة على التعدّدية».