الأقباط متحدون - تأجيل الإنتخابات النيابية ... فرصة صحيان للأحزاب المدنية !
أخر تحديث ٠٧:٥٤ | الأحد ٣ مايو ٢٠١٥ | ٢٥برمودة ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٤٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

تأجيل الإنتخابات النيابية ... فرصة صحيان للأحزاب المدنية !

نبيل المقدس
       وكأن الله يحذر هذه الأحزاب , و المحسوبة علينا أحزاب بمعني ما يعنيه الكيان من معاني سياسية , وإقتصادية , وقانونية , وإحتواء جميع آليات المجتمع , لكي ينطلق أبناء هذا المجتمع , طبقا لخطة تنطبق تماما مع اهداف الشعب المصري , والذي قام من أجلها بثورة 30 – 6 لمحو حقبة قدرها  60 سنة من عمر مصر العتيق .. حيث  تم حِرمان الشعب المصري الأصيل من ممارسته الحقيقية لإنتخابات نيابية حقيقية فعّالة .. فقد تم إلغاء الأحزاب العريقة من بداية ثورة 52 ..  ثم تم حذف كلمة "إنتخاب" مجلس النواب وأصبح "تشكيل" مجلس النواب في 22 يوبيو 1957 .. وتم فض هذا المجلس في 10  فبراير 1958 .. وبعد تحقيق الوحدة  بين مصر وسوريا تم "تشكيل" مجلس امة مشترك بـ 400  مصري و بـ 200 سوري وكان اول إجتماع له في 22 يونيو 1961 . وبعد الإنفصال في 28 سبتمبر 1961 , وبعد صدور الدستور المؤقت في مارس 1964تحولت كلمة "تشكيل" مجلس الأمة إلي "إنشاء" مجلس الأمة بـ 350 نصفهم علي الأقل من العمال والفلاحين طبقا لقوانين يوليو 1961 الإشتراكية .

وإستمر هذا المجلس من 26 مارس 1964 حتي 12 نوفمبر 1968 .... وهكذا كان يسير موكب  مجلس الأمة  بنوع من اللاجدية , كما حدث في إنتخابات 2010 ويليها إنتخابات الإخوان 2012.. و اهم ما كان يميز هذه المجالس  أن تكون تابعة للرئاسة , وذلك كان يتم اما بالتعيين أو التشكيل او التشديد من الحكومة علي المعارضين .. او التزوير والتهديد او التموين المالي للفقراء والأميين , ووعود الدخول إلي الجنة , وأن الإسلام هو الحل .. مثلما كانت آخرها في إنتخابات مجلسي النواب والشوري الذي دلت اولا علي مدي جُرم هؤلاء الجماعة التي كانت تعمل منذ 80 سنة تحت الأرض , وثانيا مدي ضعف الأحزاب المدنية لأنها لم تمارس الحياة الحزبية فعليا طيلة الـ 60 سنة الماضية او تهييء نفسها بجدية لمثل هذه المعارك والتي تحتاج وجودهم الدائم بين الناس في جميع الأوقات وليس فقط في أيام الإنتخابات .. فقط كان أغلبها تتماشي مع الحكم في سبيل بقائها علي المسرح السياسي .. بدون التدخل في التشريع او في المتابعة !

   أنتم الأن أيتها الأحزاب المدنية تقتربون من إنتخابات مجلس النواب لدولة مصر 7 - 3 .. ولم يُحدد حتي الأن ميعاد تفعيلها .. أليست هذه فرصة ذهبية لكم أن تعدلوا من هيئتكم .. وأن تستردوا وجودكم علي الأرض ؟؟. فحتي هذه اللحظة لم نجد أي فعل فعّـال منكم. وما يحزننا أن الأحزاب الدينية تعمل ليل نهار في التواصل مع الشعب بجميع الطرق .

     إصحوا يا احزاب مصر المدنية .. إتركوا الخلافات التي أخذت من وقتكم الكثير .. إبتعدوا عن التشتت , ولا تركزوا أنظاركم في مصالحكم الشخصية او الحزبية . تكاتفوا لإنتشال هوية مصر من الضياع  .. أمامكم عدو عاتي جبار , يتخذ من الدين مصدرا لكسب مآربه.. وانتم اكثر الأفراد معرفة بهؤلاء الجماعات التكفيرية .. وسوف تصبحون  اول الضحايا في حالة وجود الجماعات الدينية تحت قبة البرلمان. 

     لم نجد أي تدخل من أي حزب مدني  لإعطاء رأيه في بعض الأمور التي تنفذها الحكومة لكي تشارك المؤسسة في وضع او شرح مَنْ ينتمون اليه , حتي يحدوا من الإشاعات أو الأخبار غير الصحيحة والتي تعمل علي اعاقة المسيرة للرئاسة . فرصة الآن يا احزاب المدنية أن تلموا شملكم علي هدف واحد , وهو السعي إلي الإحتفاظ بهوية مصر العريقة , والتي بدأت تأخذ شكل وتصرفات البدو في الصحراء .. لا تتركوا الأحزاب الأخري ذات المرجعية الدينية ان تستغل هذه المرحلة الإنتقالية والتي تعيشها مصر الأن في جذب الشباب والعائلات البسيطة إليكم .. في سبيل فتح طريق أخر لمصر أن تتخذه مسارا لحياتها , والتي سوف لا تتفق مع ميولهم وهويتهم , مما يؤول إلي إنقسامات بين الشعب المصري , وسوف تظهر ولأول مرة  طوائف منقسمة من الشعب المصري تتناحر علي مَنْ هو الحق في امتلاك مصر .. وهي نتيجة طبيعية لسلبيتكم وعدم توحدكم في هدف واحد ضد هؤلاء الذين يذهبون بالشعب المصري إلي عصور الجهل والظلام.

     ودليلي علي عدم الجدية أو الثقة الزائدة في الأحزاب المدنية في نفسها .. نقرأ في إحدي الصحف اليومية : " أن وفدا من حزب النور الذراع السياسي للدعوة السلفية، برئاسة الدكتور يونس مخيون رئيس الحزب،إلتقي  بوزير التربية والتعليم الدكتور محب محمود كامل الرافعى، مساء الخميس الماضي ، وذلك فى إطار التواصل المستمر بين الحزب والوزارة ضمن خطة الحزب فى التواصل مع المؤسسات الأخري وتبادل الآراء والسماع من المسئولين عن قرب ونقل المشاكل الخاصة بكل المؤسسات  " مؤكدين أن مناهج التعليم لها دور كبير فى الحفاظ على النسيج المجتمعى .

    ونستنتج من هذا اللقاء أن الأحزاب الدينية " غير الشرعية طبقا للدستور" نالت وما زالت تنول التفويض او السماح في ملاقاة المؤسسات الرسمية لإعطاء مشورتهم , أو ربما تعديل بعض القوانين التي تتفق مع مبادئهم الخاصة , والتي تميل كثيرا مع توجهات الجماعات الإرهابية ..

       هبوا يا أحزاب مصر المدنية , مصير أمكم مصر في اياديكم وضمائركم .. لا تجعلوا جماعات أخري ما زالت تعيش في ظلام الجهل أن تتملكها وتسيطر علي عقول أبنائها . عليكم أمانة الحفاظ علي هوية مصر ذات الحضارة العميقة والمتنوعة .. !

      هبوا يا أبناء مصر وكونوا ظهيرا لرئيسكم , وتعلموا كيف تميّزون بين الأحزاب التي تعمل من أجل الحفاظ علي مصريتكم , وبين هؤلاء الذين يبغون الغدر بكم , وتقهقركم إلي حضارة ضحلة باهتة لم ولن تخصنا ... فنحن ابناء مصر الفرعونية والتي إستطاعت أن تضم وتستوعب حضارات أخري لكنها ظلت هي متمسكة بمصريتها .   

     مصر هي وطني .. حين أكون فيها أكون أنا في وطني .. وحين أكون خارجها أكون بعيدا عن وطني حيث الأبناء والأجداد , وأخيرا حيث تُوجد هويتي ...! 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter