بقلم: عـادل عطيـة
هل أصبحت الصحافة الساخرة من الأشياء القديمة "روبابيكيا"؟!..
وهل أصبح لسان حالنا، كلما تذكّرنا: "أبو نضارة زرقاء"، و"التبكيت والتنكيت"، و"البعكوكة"، أن نصرخ: "يا ضحكتي!" على وزن: "يا لهوتي!"؟!..
لماذا كلما أطلت علينا مطبوعة ساخرة من نوافذ ملوك الضحك، نغلق في وجهها نوافذنا وأبوابنا، ونبتهل: "اللهم أجعل كلامهم ـ كلام الكتّاب ـ خفيف عليهم ـ على عفاريت النكد ـ، معتقدين بأن الضحك بافراط يؤدي إلى نكد كثير، عبّرنا عنه، قديماً، ولا نزال بـ: "اللهم أجعله خيراً"؟!..
أم لظننا بأنها جاءت لتغتصب منا صناعة الدعابة التي نتقن صنعها، وتأخذ منا وظيفتنا التاريخية، وهي السخرية من كل شيء؟!..
لماذا أختفت حبيبتنا "كاريكاتير"، ووئدت في صباها "اضحك للدنيا"، وأخيراً توارت مولودتنا "الدوار" بعد أن ظهرت لمرة واحدة مستأذنة منا؛ لتطلق صفحات: الفرح، والمرح، والضحك في القلوب، وتفسح مكاناً جديداً للبسمة على الوجوه؟!..
هل لأن مجتمعاتنا الدينية؛ أصبحت تُحرّم الضحك، وتعتبر القهقهة شراً؟!..
أم لأن هناك أعداء للحياة، يعرفون أن الضحك خير دواء لأسقامنا، وأفعل سم لنفوسهم المريضة؟!..
أجيبوني، وأغيثوني، قبل أن يطل عليً أبو وجه سمح، وينادي: "كاريكابيكيا"!...