الأقباط متحدون - إنت كنت ماشى ورايا ليه؟
أخر تحديث ٠٤:٣٩ | الجمعة ٨ مايو ٢٠١٥ | ٣٠برمودة ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٥٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

إنت كنت ماشى ورايا ليه؟

حمدي رزق
حمدي رزق

وكأنه مخطط، الشرطة تهان فى المطار، الشرطة تتحرش فى المعادى، وبين «فيديو» الإهانة و«فيديو» التحرش ساعات، الحكاية فيها إن وأخواتها، ليست مصادفة أن يتحول رجال الشرطة إلى هدف متحرك من المطار إلى المعادى بفيديوهات أقل ما توصف أنها مهينة، لا تثير تعاطفاً بل قرفاً، هناك من يتصيد للشرطة بكاميرات المحمول!!

الموجة الجديدة على «فيسبوك» إهانة الشرطة، ما إن تعاطف الشارع مع ضباط شرطة المطار فى فيديو «فرش الملاية» حتى جرى تشيير فيديو فى الاتجاه المضاد تماما، سيدة تشكو تحرشاً وتتجاوز سباً: «إنت كنت ماشى ورايا ليه؟.. إنت قليل الأدب، واتكلم عدل يا... إنت ماشى بقلة أدبك»!!

رجال الشرطة مستهدفون يقيناً بفيديوهات متعمدة، إما بإهانتهم ومسح البلاط بكرامتهم، كما جرى فى المطار، أو اتهامهم بالتحرش وهذا أكثر إهانة، فى الحالتين الشرطة تهان علناً، بفعل فاعل!!

فيديو المطار فاتحة جهنم، توقعوا المزيد من الفيديوهات الصاخبة، حذار، الاحتراس واجب، تجنبوا مواطن الشبهات، طبقوا القانون، لا نطلب منكم استسلاماً لإهانة، ولا تجاوزاً فى قواعد الاشتباه، هناك من يحرفكم عن أداء الواجب بفيديوهات ليست بريئة من الغرض، والغرض مرض.

آسف جداً، يعنى إيه ضابط محترم يقف مستسلماً أمام سيدة تناوله بفاحش القول والناس بتصور وتشيّر؟.. ويعنى إيه أمين شرطة يمشى وراء سيدة بحجة الاشتباه، والناس بتصور غضبة السيدة وتشيّر؟

لا الفيديو الأول جلب تعاطفاً، ولا الفيديو الثانى جلب تصديقاً، ولكن العيار اللى ميصبش يدوش، دوشة من حول أداء الجهاز الأمنى ليس فى سياق المعركة مع الإرهاب، ولكن فى الشارع المصدوم من شرشحة الشرطة على قارعة الطريق!!

ليس مطلوباً الأدب اليابانى مع زلنطحية حوش بردق، وليس محبذاً المشى وراء السيدات اشتباهاً، هناك قواعد للاشتباه ليس بينها المشى وراء السيدات، وهناك قواعد للجم متحرشة المطار ليس بينها المحايلة، لا تفريط فى هيبة الشرطة ولا إفراط فى الاشتباه الذى يثير هواجس التحرش، لو السيدة مشتبه فيها وأوقفها أمين الشرطة بالقانون، ما اتهمته بالتحرش.. وتسب وتلعن.

لا أبرئ أمين الشرطة ولا أدينه، التحقيق الشفاف هو الحل، ولن ينفعه أمام التحقيق النزيه دفاعه عن نفسه أمام ضابط فى الفيديو: «يا باشا اسأل فرد الأمن أنا كنت فين، أول ما شفتها حوالين البنك (بتبرم) شكيت فيها».

ولكن ضباط المطار كانوا أبرياء لدرجة تخجل من عجزهم عن ضبط الموقف وهش المصورين، باعتبار ضباط الشرطة مؤدبين محترمين وهم كذلك، الأمن كان فى قلبه مرض.

هناك من يخطط لإفساد العلاقة بين الشرطة والشعب، بتصرفات غبية، وبفيديوهات شريرة، ليس مقبولاً من ضابط شرطة أن يهان فقط خشية تطبيق القانون، أو خوفاً من اتهامه بالتحرش، الاقتراب بين الشرطة والشارع يحكمه القانون، وإذا طبق القانون، فلا يلومن متطاول إلا نفسه.

نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع