القاهرة تلغي اتفاقية "الرورو" مع تركيا وتمنع وصولها لمجلس الأمن
مصر تتهم قطر بدعم الإرهاب.. والسيسي يستقبل أميرها في القمة العربية
القوات المسلحة تحرر 27 إثيوبيا محتجزا في ليبيا
كتب – نعيم يوسف
تتنوع أساليب الرئيس عبدالفتاح السيسي في رسم السياسة الخارجية لمصر، وتقوم جميعها على مبدأ تحقيق التوازن في العلاقة بين الأطراف المختلفة، إلا أن التعامل مع الدول التي ناصبته العداء مباشرة، كان له وضعا مختلفا، إلا أنه أثبت قدرة عالية على احتواء "لعبة السياسة الخارجية" في العديد من الملفات الشائكة.
السيسي وأردوغان.. صفعات متوالية
تزامن صعود الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى سدة الحكم، مع وصول نظيره التركي رجب طيب أردوغان إلى قمة السلطة، حيث بدأ الأخير في إطلاق التصريحات النارية صوب مصر، ما تعاملت معه القاهرة بعدة طرق مختلفة، أبرزها بيانات وزارة الخارجية شديدة اللهجة.
بالإضافة إلى بيانات الخارجية المصرية، فقد أعلنت القاهرة مطلع الشهر الماضي إنه تم إبلاغ الجانب التركي منذ ستة أشهر بإلغاء اتفاقية "الرورو" التي إبرامها بين القاهرة وأنقرة في مارس 2012، وهو ما قلل وزير الاقتصاد التركي اليوم، من أهميته، إلا أنه عاد وأكد أهمية العلاقات بين أنقرة والقاهرة.
منتصف أكتوبر الماضي، قالت صحيفة "نيوزويك" الأمريكية، نقلا عن مصادر دبلوماسية أن مصر والسعودية –بقيادة الملك عبدالله- شنا حملة مكثفة ضد عضوية تركيا في مجلس الأمن، بسبب غضب القاهرة والرياض من دعم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان للإخوان المسلمين.
القاهرة والدوحة.. صراع الأخوة الأعداء
قبل رحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز –العاهل السعودي الراحل- تمكنت المملكة من إجراء مصالحة بين مصر وقطر، وتم إيقاف بث قناة الجزيرة مباشر مصر، إلا أنه مع رحيل الملك عبدالله عاد هجوم "الجزيرة" على مصر، وتصريحاتهم ضد السلطة الحالية كما كانت.
اتهمت القاهرة "الدوحة" بدعم الإرهاب والمليشيات المسلحة في ليبيا، وذلك بعد اعتراض قطر على الضربات الجوية التي وجهها نسور سلاح الجو المصري لهذه الميلشيات عقب استشهاد 21 مصريا هناك، الأمر الذي أغضب الدوحة وقررت سحب سفيرها من القاهرة.
على الرغم من دعوة قطر رسميا في المؤتمر الاقتصادي الذي نظمته مصر مارس الماضي، إلا أن تمثيل الدوحة خلاله كان هزيلا، وخلال القمة العربية التي عقدت بعدها بأيام في شرم الشيخ، قام الرئيس عبدالفتاح السيسي باستقبال الأمير القطري في لقطات ودية نشرتها وسائل الإعلام، إلا أنها كانت على طريقة "الأخوة الأعداء"، حيث أنها لم تساهم في دعم العلاقات وتقدمها بين البلدين.
خطوات في طريق السلام مع إثيوبيا
تسلم الرئيس عبدالفتاح السيسي، ملف أزمة سد النهضة الإثيوبي، وكان على وشك الانفجار واندلاع حرب بين البلدين، إلا أنه اختار طريق آخر وهو السلام، والتفاوض، ما نتج عنه توقيع "وثيقة مبادئ سد النهضة" ما بين كل من مصر وإثيوبيا والسودان، أواخر مارس الماضي، كما زار إثيوبيا عدة مرات وألقى كلمة في البرلمان.
أمس الخميس، استقبل السيسي 27 إثيوبيا قادمين من ليبيا، معلنا أن القوات المسلحة المصرية، "أنقذت وأمنت" وصولهم إلى القاهرة، من الأراضي الليبية بالتعاون مع الحكومة الليبية، لافتا إلى أن إثيوبيا ليس لديها حدود مع ليبيا، إلا أن أشقائهم في مصر موجودون ويتألمون لآلامهم، وذلك عقب ذبح 30 إثيوبيا في ليبيا على أيدي التنظيمات الإرهابية، كما تلقى السيسي مكالمة هاتفية من رئيس الوزراء الإثيوبي "هايلا مريام ديسالين" أعرب فيها الأخير عن شكره لمصر على موقفها.