أصل الحياة في خطر
 

يقولون أن "الماء أصل الحياة"، إلا أن هذا الأصل في مصر بات مهددا بالعديد من التحديات، وأصبح وصول كوب ماء "نظيف" للمواطن المصري مشكلة تواجه الحكومة، نتيجة للإهمال في هذا الملف خارجيا، وداخليا، ما دفع الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي التفكير في رفع أسعار الخدمات المقدمة للمواطن، لتنضم هذه الخدمة إلى مثيلاتها من الكهرباء والنقل والطاقة التي شهدت رفعا للدعم. 

 

يروي محيي الصيرفي، المتحدث باسم الشركة القابضة، في تصريحات صحفية، رحلة كوب المياه النظيف حتى تصل للمواطن ويقول: "يتم أخذ المياه من عمق النيل وليس السطح، ثم تدخل على لمحطات يتم إضافة "الكلور والشبه" عليها، وذلك من خلال المعامل، وبعدها يتم وضعها في الخزانات، ويتم إضافة جرعة الكلور النهائية عليها، قبل خروجها للمواطن".

 

من جانبه يؤكد المهندس، ممدوح رسلان، رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، أن مياه الشرب التي تصل للمواطن المصري، نظيفة تماما، وغير ملوثة، عكس ما يشاع عنها، مشيرا إلى أنه "يشرب من الحنفية". 

 

تكلفة متر المياه
 

وعن تحديات ومشاكل المياه في مصر، يقول الصيرفي، إن استثمارات الحكومة في هذا القطاع 100 مليار جنية، ولكن هناك تحديا كبيرا أمام الحكومة حيث يجب إحلال وتجديد الشبكة بأكملها عام 2037، وهذا يحتاج إلى أكثر مبلغ ضخم جدا، لافتا إلى تكلفة متر المياه تصل إلى 140 قرش، أو 150 قرش، سعر متر المياه المحلاه من ماء البحر يصل لـ خمسة جنيهات و10 قروش.  

 

ويشير الصيرفي إلى أنه يتم بيع متر المياه  بأقصى سعر 80 قرش، أما باقي الشرائح فيتم بيعه لها بـ23 قرش، موضحا أن الشركة تنتج 24 مليون متر مكعب يوميا، ولك أن تعرف مدى الخسارة. 

 

سوء الاستخدام
 

يضيف الصيرفي، أن المتوسط العالمي لاستخدام الفرد من المياه ما بين 90 – 120 لتر مياه، ولكن في بعض المحافظات المرية يصل إلى 150 و200 و300 لتر يوميا، مؤكدا أن هناك سوء استخدام من قبل المواطنين، في الوقت الذي تغطي الخدمة حوالي 96 % من مساحة الجمهورية. 

 

الشركات خاسرة.. والحكومة لا تغطي العجز
 

ويكشف المهندس رسلان، رئيس "القابضة" أن "معظم شركاتنا خاسرة بسبب تدني سعر المياه الذي لا يتعدى 23 قرش"، لافتا إلى أن حصيلة بيع المياه للمواطنين 7 مليار جنيه والعجز السنوي 3 ، لافتا في نفس الوقت أن  40% من الشبكات في مصر تحتاج إلى إحلال وتجديد يتكلف 2 مليار جنيه، وهو ليس متوفر في الميزانيات التي تعطيها لهم الحكومة، مؤكدا أن الدولة تدعمه بـ750 مليون جنية، وباقي العجز يؤثر على أعمال الصيانة الدورية للمحطات، بالإضافة إلى تأخير التزامات الشركة لدى الغير. 

 

شبكة عمرها 100 عام
 

وأكد رسلان، أن الشبكة حوالي 140 ألف كيلو متر، وتحتاج إلى الإحلال والتجديد، حيث أن بعضها عمره حوالي 100 عام، بالإضافة إلى أن هناك بعض المناطق خاصة في القاهرة والجيزة من الصعب الدخول فيها، وإجراء أعمال الإحلال والتجديد.