السبت ٩ مايو ٢٠١٥ -
٠٠:
١٢ ص +03:00 EEST
صورة تعبيرية
لا يستطع أحد إنكار أن مصر قد قامت بثورتين، المدقق فيهما يجد أن شعور المواطن بتهميشه وأنه في غموض يكتنفه هو سبب من أسباب قيامهما، ورغم هذا إلا أننا نشعر اليوم أننا في غموض شديد، ونسأل ولا أحد يجيب، ولا أحد يرى أننا جديرين بأن نعرف وأن حق المعلومة متاح للكل دون تفرقة. فثمة أسئلة كثيرة تُطرح ولا تجد إجابة إلا تكهنات من بعض الذين على المعاش المدعين أنهم خبراء إستراتيجيين وأمنيين، فتجدهم يفتون ويحللون، ولهم الحق إذ لا توجد معلومة واضحة، ومتى غابت المعلومة انتشرت الخرافات والعبثيات.
ولنا في مسألة تحرير الرهائن الإثيوبيين مثل يقطع الألسنة، ويوضح الفكرة، كلنا نعرف أن الرئيس السيسي قد استقبل عدد من المواطنين الإثيوبيين المحررين من الأسر بليبيا، ولكن الأسئلة تتوالى منذ هذه اللحظة، من الذي كان يأسرهم؟ ومن الذي حررهم؟ هل هي المخابرات العسكرية المصرية أم المخابرات العامة المصرية؟ هل هي عملية نوعية حررناهم بها بواسطة اشتباك من قوات التدخل السريع أو قوات الصاعقة المصرية أم قوات عادية؟ هل تفاوضنا بعلاقاتنا مع القبائل الليبية هناك؟
نعرف بما لا يدع مجال للشك، أن وزير الخارجية الإثيوبي كان هنا والتقى عدداً من القيادات الأمنية المصرية، ما يعني أن ثمة تنسيق مصري إثيوبي في هذه العملية لكننا وجدنا اسم السودان يتردد، فهل له ضلع في إتمام العملية؟ لماذا هذا الغموض؟ نفهم أن عمليات القوات المسلحة المصرية يجب أن يكتنفها
الغموض قبل تنفيذها ولكن بعدها يُعلن بعض الشيء عن بعض التفاصيل ولكن أن يخرج خبير إستراتيجي يدعي أن ثمة رهائن اخر في طريق تحريرهم، إذن هناك من يعلم، هذا إن كان حقاً يعلم، فالسؤال هنا، لماذا هو يعلم ونحن لا نعلم؟ يجب أن يكون هناك توضيح من المتحدث العسكري المصري يفهمنا ماذا يحدث؟
يفرحنا أن نكون ذراع لكل ضعيف، وأن تكن الأخوة وسيلة لإطالة ذراع الإثيوبيين فيتمكنوا مما هم عاجزين عنه، ويفرحنا أن نئن لأنين الآخرين وأن نساعد في إدخال السعادة عليهم وعلى أنفسنا حين نشعر أن هناك شفافية، ولا أطالب بتلك الشفافية المستهجنة - مني شخصياً - التي يتمتع بها أحد الخبراء
الإستراتيجيين حين أعلن عن عمليات أخرى لتحرير الرهائن، وهذا أمر غير مقبول، ففيه كشف لخطط قواتنا المسلحة أو مخابراتنا العامة لكن شفافية ما بعد العملية ولو بدرجة ما شيء مطلوب ولا أعتقد أننا خائفين من رد فعل من نفذنا ضده العملية؟ متى نعلن عنها؟ فيستفز، فلعل من نفذنا العملية ضده يعلم أننا فعلناها فكيف لا نعلم نحن !؟.
رغم الغموض إلا أن الأخوة حقاً تطيل الذراع، هذا ما أشار إليه الرئيس السيسي في كلمته المقتضبة التي قالها في المطار مستقبلاً الإثيوبيين لكن الغموض يفسد الفرحة، ويترك الفرصة للبعض يتسائل إشمعنى دول؟ ولماذا لم نحرر المصريين لعلنا إن أوضحنا وأفصحنا أرحنا كثيرين ممن ستشتعل نيران فراق المصريين في قلوبهم، ونبرد نار أهل شهداء مصر، ونفهم أن الوضع مختلف أو من كان يأسر هؤلاء غير من كان يأسر أولائك، يا ليتنا نكون شفافين ولو بدرجة لتكن ثورتين أثمرتا بحق.