لن يكون العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، الغائب الوحيد في قمة "كامب ديفيد"، بين الرئيس باراك أوباما وزعماء دول الخليج العربي، فأغلب قادة الخليج لن يكونوا هناك.
ومن المتوقع، أن يثبط الغياب الكبير للقادة الخليجيين المحادثات التي تهدف إلى طمأنة الحلفاء العرب ويعكس حال عدم الرضا في أوساط زعماء دول مجلس التعاون الخليجي إزاء طريقة تعامل واشنطن مع إيران، وما يتوقعونه من نتائج هذا الاجتماع.
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في بيان أصدره في وقت متأخر أمس، إن العاهل السعودي لن يحضر.
السبب الظاهري هو تزامن القمة المرتقبة مع الهدنة الإنسانية في الصراع اليمني، حيث تقاتل قوات التحالف، بقيادة السعودية، المتمردين الحوثيين.
وأضاف أن ولي العهد الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية، سيترأس الوفد السعودي في القمة بحضور ولي ولي العهد ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان.
كان الرئيس باراك أوباما يعتزم لقاء العاهل السعودي الملك سلمان قبل يوم من اجتماع القادة في المنتجع الرئاسي، لكن البيت الأبيض لا ينظر إلى قرار عدم حضور الملك للقمة على كونه إشارة إلى وقوع أي خلاف كبير مع الولايات المتحدة، ومنذ تقلده السلطة في يناير، عقب وفاة شقيقه الملك عبدالله، لم يقم الملك سلمان بزيارة خارجية إلى دول أخرى.
فيما أعلنت مملكة البحرين في بيان منفصل، أن ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، سيترأس الوفد البحريني في القمة.
والبحرين، التي تحظى قيادتها بصلة وثيقة مع السعودية، تعد حليفا عسكريا مهما للولايات المتحدة، وتستضيف المنامة الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية منذ فترة طويلة، وهو المسؤول عن العمليات في أنحاء شبه الجزيرة العربية ومنطقة شمال المحيط الهندي، فضلا عن كونه نقطة ارتكاز رئيسية للقوات البحرية لمواجهة إيران.
وخلال القمة، يسعى زعماء دول الخليج إلى الحصول على ما يؤكد تلقيهم الدعم من أوباما، في الوقت الذي تشعر فيه المنطقة بحصار المتطرفين الإسلاميين وتقويض نفوذ إيران المتنامي لها.
وينتاب دول الخليج قلق من أن يشجع الاتفاق النووي الذي تجري صياغته مع الولايات المتحدة وإيران ودول أخرى طهران، على التدخل بصورة أكثر عدوانية في المنطقة.
فيما يعد السلطان قابوس بن سعيد حاكم عمان ضمن من قرروا البقاء بعيدا، وسوف يمثل السلطنة نائب رئيس الوزراء فهد بن محمود آل سعيد، ومسؤولون آخرون، وفقا لما أعلنته وكالة الأنباء الرسمية، ويأتي غياب السلطنة مفاجئا بدرجة ما.
وعاد السلطان قابوس، الذي يتولى السلطة منذ فترة طويلة وتحافظ بلاده على علاقات ودية مع إيران؛ كما قام بدور الوساطة بين طهران وواشنطن، إلى عمان في مارس بعد قضاء عدة أشهر في ألمانيا، لتلقي العلاج بعد إصابته مرض لم يتم الإعلان عنه.
كما من المتوقع أن تحول متاعب صحية دون مشاركة رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في القمة، وكان خليفة أصيب بسكتة دماغية في يناير 2014، ولم يظهر في العلن منذ ذلك الحين.
كان ولي العهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الأخ غير الشقيق للرئيس، عقد محادثات مع أوباما في البيت الأبيض الشهر الماضي، ومن المتوقع أن يقود وفد الإمارات.
ومن بين المشاركين في القمة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، الذي وصل إلى قاعدة أندروز التابعة للقوات الجوية اليوم، بحسب وكالة الأنباء الكويتية الرسمية.
كما من المقرر أن يغادر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بلاده اليوم للمشاركة في القمة.