مبتدا | الثلاثاء ١٢ مايو ٢٠١٥ -
٤٨:
٠٢ م +02:00 EET
لميس جابر
سيدى الرئيس.. عندما تم تلميعك، وخرطك بمخرطة الرؤساء الأمريكان، وطرحك فى سوق الانتخابات الديمقراطية الأمريكية.. كان الهدف هو وضع رئيس أسود داخل البيت الأبيض ليعلم العالم أن أرض الأحلام قد تخلصت تمامًا من العنصرية المتخلفة، والتمييز "المقيت".. "ومقيت دى يعنى بغيض قوى".
وأنها وبعد مرور 10 أعوام على إعلان الخواجة لينكولن إنهاء العبودية، والعنصرية، وبدء مرحلة المساواة التامة الشاملة الكاملة لذوى الجلود البيضاء مع ذوى الجلود السوداء.. وعلم العالم "أن المساواة وصلت إلى الحد الذى يترأس فيه الولايات المتحدة رئيس أسود.. و"شوف يا عالم قد إيه تحولت أمريكا إلى بلد رائع فى حقوق الإنسان الأبيض مع الأسود سواء بسواء".
والحقيقة يا سيادة الرئيس أنا شخصيًا "مكلتش" من الحركة دى، لأنى فاهمة أن البيت الأبيض لا يحكم أمريكا فى الواقع، وقلت أيامها عن تلميعك وفرحة الأمريكان بيك إنها "أونطة" عاملة ماكياج.. وكنت واثقة أيضًا من خلال زيارتى لبلاد الكوابيس مرتين أن العنصرية موجودة، والتمييز موجود والاحتقان أيضًا موجود، وأن المجتمع يسير فى طريق الحضارة بالسلاح وبالقوانين الرادعة الحاسمة، وليس بالإنسانية.. والحضارة الإنسانية هى أرقى أنواع الحضارة.
وأخيرًا طاحت الشرطة الأمريكية فى "قرايبك" ذوى الجلود السوداء، وبدون الدخول فى تفاصيل إحصائيات العنف من عام 2010، وهى منشورة فى جريدة أمريكية، حتى يومنا هذا فى عدة ولايات.. لكن "بالبركة كده علشان الحاجات دى بتتنظر، عندك حوالى من عشرين إلى ثلاثين قتيل أسود من قرايبك من 2012 إلى 2015 على أيدى الشرطة الأمريكية"، وهذا متوقع لأن الشرطة الأمريكية رغم القوانين الحاسمة الحازمة مازالت تحمل جينات الكاوبوى الذى كنا نراه زمان فى أفلام الغرب الأمريكية يقش بمسدسه "أبو ساقية" ثلاثين أربعين واحد وفى آخر الفيلم يبوس حبيبته وياخدها جبنه على الحصان وخلاص.
لذلك فما يحدث مع الأمريكان الأفارقة كان متوقعًا من الشرطة الأمريكية كما كان متوقعًا من قبل ما حدث من تصرفات بربرية، وسلوك همجى مفزع من جنود، وجنديات الجيش الأمريكى فى العراق، وخصوصًا فى سجن أبو غريب.
وكان متوقعًا، ومازال، لأن الجيش الأمريكى يقوم على نظام التوظيف فى الجيش، وليس التجنيد، لذلك فالأخلاق العامة للجنود الأمريكان تقترب من أخلاق المرتزقة، والمماليك.
عمومًا يا سيدى الرئيس أنا لا أدارى مطلقًا إحساسى بالشماتة، بل أدعو الله أن يزيدنى منها، فقد حدث ما كنت أتمنى، وانقلب بعض السحر على الساحر.. وعقبال باقى السحر فى حياتك وقبل ما تخلص مدتك الرئاسية.
وبالطبع لم نسمع عن منظمة حقوقية إنسانية أمريكية "نطت.. وفطت.. وهللت عشان الإنسان الأمريكى"، ولا إدانة واحدة، ولا شجب واحد.. ولا أيضًا أية دولة من دول أوروبا التى ذاقتنا المر وسببت لنا الصداع، والحول من أربع سنوات.. لاأدانت ولا شجبت ولا حتى بحنية، وهداوة، ولا حتى قالت "عيب كده"، وعجبى على الدول الكبرى.
لذلك فأنا بالنيابة عن الشعب المصرى أعرب عن قلقى الشديد مما وصلت إليه الأمور، والأحداث، والمظاهرات، وحظر التجوال، وقمع المتظاهرين فى عدة ولايات.. وأطالب سيادتكم بضبط النفس ومعالجة الأحداث بهدوء.. وحاول تعم لشوية إصلاح حقوقى إنسانى، وديمقراطى حر وبرلمانى نزيه.. قبل ما تتكل على الله خارجًا من البيت الأبيض.
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.