عرض/ سامية عياد
"اثبتوا فى محبتى" هكذا أوصى الرب يسوع تلاميذه فى حديثه الوداعى لهم ، الثبات فى الرب أهم صفة من صفات ابناء الرب ، وجميع الشهداء فى كل الأزمنة ورغم تغير الأوقات والأماكن لم يفقدوا ثباتهم ...
نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال افريقيا فى مقاله "حياة الثبات" يوضح لنا العوامل التى تجعلنا أكثر ثباتا فى الرب ، الثبات هو عمل الروح القدس الذى به يستطيع الإنسان أن يصمد أمام كل الشكوك أو المخاوف وهو يحتاج أن يعيش الإنسان بروح الإيمان التى تسلمها من أجداده حية قوية ، وبالروح الذى ناله فى المعمودية ، أيضا لابد من الثبات على الإيمان الأرثوذكسى من عقيدة وطقس وسلوك ومحبة للكنيسة والأسرار المقدسة وتقع على عاتق الأسر المسيحية تسليم الإيمان السليم لأبنائها خاصة أن هناك تيارات كثيرة من التعاليم الغير مستقيمة تحيط بنا .
الثبات فى الرب يتطلب أن تكون علاقتنا بالرب قوية ثابتة من خلال الثبات فى حياة التوبة ، والثبات فى التوبة يحتاج من الإنسان أن يراجع نفسه دوما باستمرار ويفحصها ، كما أن الثبات فى الرب يتطلب الثبات فى السلوك المسيحى المستقيم فصدق إيماننا يترجم من خلال الأعمال "الإيمان بدون أعمال ميت" ، يتطلب ايضا الثبات فى محبة الآخرين سواء أكرمونا أم أهانوننا ، سواء بادلونى الحب بالحب أو لم يفعلوا ، سواء أعطوا فى مقابل محبتى أو لم يعطوا ، و أخيرا يجب أن يكون لنا ارتباط بالكنيسة قوى وصادق لأن الكنيسة هى مكان خلاص أنفسنا "خارجا عن الكنيسة لا يوجد خلاص" .
امنحنا يا رب الثبات فى محبتك ، مهما قابلتنا المخاطر ، ومهما تعرضنا للقتل والذبح ، اجعلنا نثبت فى الإيمان كما ثبت غيرنا من الشهداء فى كل الأزمنة....