الأقباط متحدون - حتى أنت يا: E- Mail!!
أخر تحديث ١٣:٢٦ | الجمعة ١٥ مايو ٢٠١٥ | ٧بشنس ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٦١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

حتى أنت يا: "E- Mail"!!

بقلم: عـادل عطيـة
ما أكثر شكوانا من تصرّفات "البريد التقليدي"، التي تثير ولا تُثار؛ فمع أنه يستخدم أحدث وسائل السفر والانتقال، إلا أنه لا يزال يهز ذيله رداً على مرارتنا المفقوعة، ويقول لنا، ساخراً: "فُقد بالبريد"!..

لكِ الله يا رسائلنا، ويا مطبوعاتنا!؛ فهي تتعامل مع الإنسان وضميره؛ لذلك فهي تعاني من صدمة مزدوجة:
.. من اناس هُزموا في معركة الضمير!

.. ومن ضمير أصابه المرض، وكلنا يعرف أن مرض الضمير ـ بعيد عنكم ـ"وحش، وبيطوّل"!

وتبقى الشكوى شكوى؛ مادام الضمير يضمر، والإنسان ينسى، والبريد يهز ذيله!

المصيبة، أن العدوى وصلت إلى "البريد الالكتروني"، وقد قيل في سبب ذلك، ان البريد الاثيري ألتقى بالضمير الأثيري، وتصافحا؛ فأصبحا في الأثير: "اخوة في المرض"!

وإلا، ما معنى وجود العنوان البريدي الالكتروني، الذي يطل علينا من على ترويسة صحفنا ومجلاتنا القومية، هاشاً باشاً ماداً لنا حروفه وعلاماته مرحباً برسائلنا، ولكن كلما ارسلت عليه رسالة، أو ملف، أو صورة، تأتيك رسالة فورية، تخبرك بأن ما أرسلته على هذا العنوان: لم يصل (لخطأ ما)!

وتضطر لمراجعة كتابتك للعنوان: حرف حرف، وعلامة علامة؛ فتجد نفسك مصيباً فيما كتبته، وتجد أن العنوان البريدي هو المخطيء في حق عقلك!

ومع أن بمقدورنا الصبر على بلوى: "رسالة عدم وصول الرسالة" إلا اننا نعجز عن أي صبر، عندما لا يصلنا أي رسالة عن عدم وصول الرسالة؛ فنطمئن على وصولها بمنطق: "مادام لا شيء على الشاشة فكل شيء على ما يرام".. لكن يطول الانتظار، ويذوب الثلج من على قلقنا؛ فنستفسرعن مصيرها، بطرق أخرى، فيصدمنا من يخبرنا: بأن لا شيء وصل!

وهنا نتساءل: هل عند الايميل ناس وناس:
.. ناس تخبرهم بأن الرسالة لم تصل.

.. وناس لا تخبرهم عن مصير رسائلهم، وتتركهم يعتقدون انها وصلت؟!..

أم: أن الرسالة وصلت، وهذا هو المؤكد، ولكن الرسائل أصبحت تحت قانون النشر، الذي ينص على أن: "المقالات التي ترسل للنشر لا تُعاد سواء نُشرت أو لم تُنشر".. وبناء عليه فـ "الرسائل التي ترسل للوصول لا تعاد سواء وصلت أو لم تصل"؟!..

حق الرد عند الإنسان وضميره، وانًا للا يميل وانّا اليه لشاكون!...


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter