الصراصير حشرة قميئة كثيرا ما ينظر الإنسان إليها بكثير من القرف والتأفف وهو ظل يبتكر كل الطرق لمحاربتها، ومع ذلك أثبتت دراسة علمية حديثة أن الصراصير حشرات تتمع بشخصية مميزة فمنها الخجول ومنها المقدام.
الدراسة التي نشرها موقع" بروسيدينغ أو رويال سوسايتي" قام بها مجموعة من الباحثين من جامعة بروكسل، وتكشف أن الصراصير، غير ما هو مشاع، ليست حشدا موحدا لا يتمتع بإدارك فردي، بل على العكس تماما، تتمتع الصراصير بشخصيات وتصرفات واستراتيجيات متفاوتة تصب ضمن غريزة البقاء والتكاثر حتى وأن كان نمط عيش هذه الحشرات يعتمد على المجموعة أو القبيلة تماما كالنمل.
وقد وضع العلماء تجربة حبسوا من خلالها مجموعة صراصير مجهزين بأسلاك للاستشعار، في مكان مغلق ضيق، وبعد فترة من الزمن فتحت أمامهم ثغرة لكي ينتشروا في مكان آخر أكثر اتساعا. ولاحظ العلماء أن سلوك الصراصير المنتشرة في الفضاء الأوسع، تختلف عن بعضها البعض من حيث سرعة الاختباء في زاوية تعتقدها آمنة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى البحث عن الماء والطعام. واستخلص العلماء أن اختلاف « الاستراتيجيات » الفردية ان صح التعبير، يبين أن للصراصير شخصيات مختلفة فمنهم المقدام المغامر « الشجاع » ومنهم الخجول المتردد « الجبان »
هذه التفاوتات تمكن العلماء من دراسة كيفية تكاثر الصراصير، تصب ضمن دراسة متعددة المقاربات لدراسة ظاهرة السلوك الجماعي الذي يقارنه البعض بسلوك البشر على وسائل التواصل الاجتماعي، ويبقى الهدف الآخر هو التمكن من ابتكار طرق ناجعة لمكافحة قدرة الصراصير الهائلة على التكاثر.
وبالنهاية، حتى وان كان للصرصار شخصية، فإنه يظل في عين البشر، أولا وأخيرا صرصارا متطفلا .