الضحك سلعة نادرة فى هذه الأيام العصيبة التى تمر بها مصر، لذلك سعدت أيما سعادة بالرد الذى أرسله رئيس قناة القاهرة والناس على مقالى عن النصب بالخلايا الجذعية، ذلك لأن الرد ينتمى الى نوعية الكوميديا السوداء، لكنها للأسف كوميديا تنتمى إلى مدرسة السبكى، فكما قدمت لنا هذه المدرسة الحواوشى السينمائى، قدم لنا هذا الرد كل خلطة الحواوشى الإعلامى الردىء، وبالطبع أسعدنى أكثر أن كاتب الرد الذى طبقت شهرته الآفاق، والذى لا يعرفنى والحمد لله قدم شخصى الضعيف إلى الناس وعرّفهم بى.. فشكراً لالتصاقى بشهرة سيادته التى نجحت نجاحاً منقطع الجماهير!، المهم أن الرد الردىء لم يفند أهم ما كتبته فى مقالى، وظل يلف ويدور ويراوغ بدفاعات خائبة من أمثال: هو إنت تقدر تهاجم صلاح دياب، وفيها إيه ما هو عندكم إنتم كمان إعلانات!!...الى آخر هذه الترهات التى تنتمى لمدرسة «بص العصفورة»، لصرف النظر عن الجريمة الأساسية.
أولاً: الإعلان شىء، وتزييف الوعى والضحك على الناس والنصب بالبالطو الأبيض شىء آخر، فأن تخبر الناس عن كيان طبى شىء، وأن تعلن عن طبيب دجال شىء آخر، الإعلان علم له قواعد وأيضاً له شروط مهنية، والإعلان عن أمواس حلاقة والسمنة البلدى شىء مختلف عن تقديم ثقافة صحية، وأهم هذه القواعد أن يكون فى الفاصل وليس فى الفقرة بيافطة مضيئة وأرقام تليفونات وتطبيل من عينة «قرّب قرّب.. هنا خلايا جذعية.. على صدرها تنور.. على بطنها تنور» كما تفعلون فى قناتكم المحترمة، لأنه فى هذه الحالة تستغل مصداقية البالطو الأبيض لتمرير وسائل الدجل وجرائم النصب الطبى على الهواء، أما المعلومة الرهيبة التى قلتها وكأنك ضبطتنى متلبساً بفعل مشين هى أننى كتبت قبل ذلك مؤيداً الخلايا الجذعية!!، وأطمئن سيادتك وأطمئن مستشارك الطبى الذى أملى عليك هذه المعلومات بأننى فعلاً كتبت هذا التأييد، بل أزيدك القول، أنا من أشد المؤيدين للخلايا الجذعية!!، ولكن- وهذا ما قلته فى المقال- مؤيد لأبحاث الخلايا الجذعية التى فى المعمل والتى ستغير مسار الطب، أما استخدامها على البشر والنصب بها على الغلابة فهو مدان ومجرم فى العالم كله بما فيه مصر حتى الآن،
ومستخدمها على البشر فى العيادة يدخل السجن والقناة التى تروج له تشرّف فى نفس الزنزانة، وليس هناك خلاف بين العلماء كما تقول سيادتك حول الخلايا الجذعية، لكن هناك خلاف بين النصابين الذين يستخدمون العلم للنصب على الناس ومص دمائهم وتكديس البنكنوت فى جيوبهم، أعرف جيداً لماذا غضبت حضرتك من المقال، لأن الطبيب الذى أغلقت وزارة الصحة عيادته وتحقق معه الآن بتهمة النصب على الغلابة بحقنة الخلايا الجذعية التى يدفع فيها الغلبان الساذج 40 ألف جنيه بسبب ترويجكم لها فى برنامجكم وحضرتك والقناة سعداء بذلك وحتى الاعتذار للناس ترفضونه، هذا الطبيب بالطبع لن يدفع ثمن الإيجار المفروش للقناة، وهذا يؤلمكم أو بالأصح يؤلم جيوبكم، الطبيب سيمنع اللحاليح التى كان يدفعها للسمسار الطبيب الذى كان يؤجر له البرنامج على المحارة، وأسأل سيادتك سؤالاً بسيطاً جداً: لماذا حذفت القناة حلقات هذا الطبيب تاجر الخلايا الجذعية من على «يوتيوب» بمجرد نشرى المقال، وإذا كانت هذه الحلقات فتحاً علمياً كما تقول فى مجال الخلايا الجذعية فلماذا لا تتركونها وتنشرونها على الملأ ليستفيد منها أطباء أمريكا وأوروبا والدول المتقدمة؟!!.
إن ما حدث للأسف مسح لبصمات الجريمة، وأتحدى أن تنشرها على الناس لأنها حلقات مخزية، وبرامج هى سبة فى جبين الطب، بل على جبين الإنسانية. ادخلوا على هذا اللينك أعزائى القراء والذى كان يستضيف فلاحاً مسكيناً يستخدمه المذيع لتلميع الطبيب وتمرير أكاذيبه وجرائمه إلى المشاهدين، ادخلوا لتعرفوا فضيحة إخفاء الحقائق http://youtu.be/Ea0dVMRJk48 ولتعرفوا كم من الجرائم ترتكب باسم الإعلام الطبى الذى شعاره: اطعم الفم تستحى القناة.
نقلا عن المصري اليوم