بيزنس السلاح الأمريكى والفرنسى فى المنطقة، وسباق التسليح بالمليارات.
دول الخليج تدخل النادى النووى بقرارات مخابراتية.
هل كان هدف الرئيس الأمريكى باراك أوباما هو طمأنة زعماء الخليج، خلال لقاءه بهم فى منتجع "كامب ديفيد"، بشأن إتفاقه الإطارى مع طهران، حول برنامجها النووى، أم أن هدف البيت الأبيض كان إجهاض مشروع القوة العربية المشتركة، الذى دعا إليه الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى، وتمخضت عنه قمة شرم الشيخ العربية.
وإلى أى مدى ستؤثر إتفاقية الدفاع الأمريكية الخليجية على مشروع الجيش العربى من ناحية، وعلى بيزنس بيع السلاح الأمريكى والأوروبى فى المنطقة من ناحية أخرى، وهل تحول أوباما إلى "سمسار" لترويج سلاح بلاده، الذى ينافس الرافال الفرنسية، ومنظومات الصواريخ الروسية، التى ستلجأ إليها إيران فى الفترة المقبلة.
فى البداية قال اللواء أركان حرب دكتور نبيل فؤاد، خبير العلوم الإستراتيجية، والملحق العسكرى الأسبق، إنه لاعلاقة بين الإتفاق الخليجى الأمريكى، وبين مشروع القوة العربية المشتركة، لافتا إلى أن هذا مستوى وذاك مستوى أخر.
وأشار فؤاد إلى أن الولايات المتحدة لا تتدخل إلا فى نزاعات محدودة، والتى تؤثر على مصالحها بشكل مباشر، بينما القوة العربية المشتركة هى كيان يخضع لمنظمة إقليمية هى جامعة الدول العربية، مؤكدا على أن القانون الدولى للأمم المتحدة يعطى للمنظمات الإقليمية الحق فى التدخل عسكريا؛ لأنها الأقرب والأقدر على حل مشاكل الدول المشاركة فيها، بفعل قوات الإنتشار السريع، التى يسهل الدفع بها.
وأضاف الخبير الإستراتيجى، إن التعاون والتنسيق العسكرى والتحالف الإستراتيجى موجود بالفعل بين مصر ودول الخليج، وهو ما يسهل القيام بعمليات عسكرية مشتركة من منظور الفهم المتبادل للأطراف العربية.
وأوضح الملحق العسكرى السابق، إن سباق الدول الغربية فى ترويج ما لديها من سلاح، وبيزنس التسليح الأمريكى والأوروبى لدول الخليج بالمليارات، هو أمر ليس بجديد، مشيرا إلى أن السعودية حصلت على طائرات "الإف 15" الأمريكية مؤخرا، قبل أن تحصل عليها مصر، والإمارات أيضا لا تتعاقد على الرافال الفرنسية فقط، ولكنها تحاول إستنساخ التجربة الإسرائيلية التى تعتمد على التسليح القوى المتطور، ومنظومات الحرب عن بعد مثل الطائرات الحديثة والصواريخ، لتعويض التعداد السكانى القليل.
وأخيرا قال أستاذ العلوم العسكرية إن الولايات المتحدة تعمل على تسويق إنتاج مصانع السلاح لديها فى المنطقة الخليجية منذ سنوات، تحت دعاوى كثيرة، وفى وقت الحرب الباردة بينها وبين الإتحاد السوفيتى السابق، كانت تلح على الخليج لإنشاء مظلة صاروخية من أوروبا إلى شرق أسيا مرورا بمنطقة الشرق الأوسط، والأن تبيع لهم السلاح المتطور بدعوى حمايتهم من الخطر الإيرانى، لافتا إلى أن إيران بالفعل تشكل تهديد للدول العربية؛ لأنها متفوقة عسكريا، ولديها جيش قوى ومسلح وتقترب من السلاح النووى.
ومن هذه النقطة تحدث السفير نبيل بدر مساعد وزير الخارجية الأسبق، وسفير مصر سابقا لدى سوريا، مؤكدا أن الأمير ترك رئيس المخابرات السعودية السابق، قال فى كوريا الجنوبية مؤخرا، "إذا إمتلكت إيران أى سلاح نووى أو غيره، فسوف نمتلك مثلها".
وتوقع بدر أن الدول الخليجية والعربية سوف تسعى لبدء نشاط نووى سلمى، أو للحصول على المعرفة النووية التى تتناسب مع الظروف الحالية، مشيرا إلى أنها لن تكون على نفس المسافة من البعد عن بدء مشروعها النووى السلمى، بما فيها مصر التى لديها مشروع نووى لم تبدأه بعد.
وأضاف الخبير الدبلوماسى إن الشق النووى المتعلق بالتسليح ليس بهذه السهولة، متوقعا أن الدول العربية سوف تتجه للتسليح الأمريكى والأوروبى بشكل أكبر، بينما تتجه إيران لعقد مزيد من صفقات السلاح مع روسيا، فى إطار منظومة من الإستقطاب والمنافسات الدولية، التى تخضع للتوازنات والمفاوضات والمصالح بين طرفى المعادلة أمريكا وروسيا، مشددا على أن ذلك يؤكد على أنه من مصلحة الدول العربية، الإستمرار فى مشروع تأسيس القوة العربية المشتركة؛ لأنها "مضمونة" وأقرب للواقعية.