زيارة يبدو ظاهرها إنساني، من رجل مريض على كرسي متحرك، إلى رجل أخر على فراش المرض، إلا أن جماعة الإخوان المسلمين قررت استغلال المرض أيضا في السياسة، حيث قامت بنشر زيارة الشيخ يوسف القرضاوي، للداعية السلفي أبوإسحاق الحويني الذي يعالج في أحد مستشفيات قطر على نطاق واسع، زاعمة أن هذه الزيارة لتأييد مواقف الجماعة، الأمر الذي تسبب في هجوم قيادات الدعوة السلفية على الإخوان وأنصارهم استنكارا لهذا الاستغلال. 

 

"الحويني" و"كشك" و"الألباني"
 

ولد حجازي محمد يوسف شريف، الشهير بـ"أبو إسحاق" في قرية "حوين" –التي جاء منها نسبه "الحويني"- وهي إحدى قرى محافظة كفر الشيخ، عام 1956، وتلقى في مدارس المحافظة تعليمه حتى الثانوية العامة، وبعدها ارتحل إلى القاهرة ليدرس "الألسن" في جامعة عين شمس، وفي نفس الوقت يتابع محاضرات الشيخ كشك، ويدرس كتاب "الألباني" لمدة سنتين، وهو ما كان له أثرا كبيرا عليه، حيث يقول عنه: "سنتين كانت أفيد من كل سنين التحصيل العلمي الأخرى". 

 

يبدو أن إثارة الجدل، هي قدر الشيخ أبوإسحاق الحويني، حتى في مرضه، إلا أن الداعية السلفي كانت له أراء وفتاوى أكثر إثارة للجدل في المجتمع كله، وليس بين الإخوان المسلمين وحلفائهم السابقين الإخوان المسلمين.

 

رأيه في صدام حسين
 

على الرغم من معاداته لـ الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، إلا أن الحويني يرى "العبرة بالخواتيم"، ولذلك، فإن الكلمة التي قالها له "الشيعة" عند إعدامه "إلى جهنم" كفيلة بأن تدخله إلى الجنة، لافتا إلى أن "إيران على استعداد للتعاون مع إسرائيل لضرب السعودية"، وأن "الروافض على استعداد أن يضعوا أيديهم في أيدي كل أنجاس الأرض إذا كان العدو هم أهل السنة". 

 

فتاوى "نمص الحواجب" و"الحلاقة"
 

في إجابة على إحدى متابعات برنامجه حول جواز "نمص الحواجب" –إزالة بعض الشعر من حاجب المرأة- أكد الحويني أن هذا الأمر فيه نص وهو "لعن الله النامصة والمتنمصة"، مؤكدا، أنه "لا يحل لها لإمرأة مؤمنة أن تتنمص، ولكن يمكن أن "تشقير" تدهن بعض الشعر بدهان على لون الجلد، ولا تبالغ حتى لا يستاء الظن بها"، كما حرّم الحلاقة وأي شخص يعمل في المهنة يشوف أي مهنة أخرى، لكي لا يحلق "اللحية أو الكابوريا" وهي ما تسمى في الشرع بـ القذاع، وهذا لا يحل لأنه محرم. 

 

 

الموسيقى وختان الإناث في عيون "الحويني"
 

يرى الحويني أن "الموسيقى حرام كلها حتى الدُّف، إلا في ما يتعلق بالضرب عليه للجواري في الأفراح؛ لأن الدفَّ من المعازف، والرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول كما في الحديث الذي رواه البخاري معلقاً، ورواه البيهقي وغيره موصولاً: "ليكوننَّ من أمتي أقوامٌ يستحلُّون الحِرَ -الذي هو الفرج، بمعنى الزنا-، والحرير، والخمر، والمعازف". 

 

يأخذ الداعية السلفي الشهير، برأي الشافعية في مسألة ختان الإناث حيث يرى "وجوب ذلك" في الإسلام. 

 

رؤيته لطريقة التعامل مع المسيحيين
 

أما بالنسبة للمسيحيين فيرى الحويني، أن الله "حرم عليك المودة، وأباح البر"، أي أنك يجب عليك أن تفعل الخير معه، ولكن لا تحبه، ضاربا مثلا على ذلك بأن امرأة سقت كلب هذا بر، "ملوش علاقة بالمودة"، مشددا أيضا على حرمة تهنئة "غير المسلم من الكافرين في أي عيد من أعيادهم لأن هذا من أعمال المودة".