السبت ١٦ مايو ٢٠١٥ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون
مينا ملاك عازر
لا أعتقد أبداً أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون كان يضع في اعتباره ديانة سعيد جويد المتولية حقيبة وزارة الثقافة والرياضة في حكومته المؤلفة مؤخراً تلك الحكومة التي اقتنصها بنصر محقق لحزب المحافظين من فم حزب العمال، والتي نجم عنها استقالة رئيس حزب منافس لرؤيته أنه فشل في منافسة حزب المحافظين. على كل حال، ليست قضيتنا رئيس حزب شاب مستقيل لم يبلغ عمره الخمسين عاماً، فهذه مرحلة نحتاج لألف ثورة حتى نصل لها.
قضيتنا هي سعيد جويد من جذور غير بريطانية رغم مولده في إنجلترا من حوالي ستة وأربعين عاماً حيث ولاه ديفيد كاميرون حقيبة بوزارته دون النظر منه لأصلها غير الإنجليزي ولا ديانتها غير المسيحية، كاميرون يراهن على من يقدم له عمل متميز، لا يحابي ولا يبحث عن ما نبحث نحن عنه أثناء اختياراتنا لتولي المناصب، إذ نبحث نحن عن التوازنات بين الرجل والمرأة، والمسيحي والمسلم، ودكاترة الجامعة واللواءات والمهندسين والأطباء لنراضي الجميع فنُغضب منا الوطن.
كاميرون نموذج لسياسي نجح عدة نجاحات مؤخراً في هذا العام،فقد نجح كاميرون الذي كان يدعم الإبقاء على إسكتلندا بعد إجهاض دعوات الانفصال عن بريطانيا، وها هو ينجح في الانتخابات البرلمانية وينجح أن يعط العالم كله مثل رائع في كيف تختار الكفاءات والشخصيات لإدارة البلاد والعباد.
هكذا هم يرون الآخر، أنه ليس آخر وإنما هو واحد منهم قادر على أن يؤد عملاً، فليتقدم ويقوم به، وما دام أتقنه فللأمام دون النظر لأي شيء آخر من تلك التي ننظر لها في بطاقته الشخصية، كجنسه ودينه وعمره، أما نحن فلعلنا ننظر لمن هو منا ويوافقنا، نفس الديانة ويمكن أن يكون نفس الجنس، إلى أنه آخر لا لشيء إلا لأن من طبقة أدنى من تلك التي نحن بها ،هنا وهنا فقط، نحكم عليه بأنه لا يستحق العمل.
وما دمنا وصلنا لتلك النقطة الحاسمة، فأنا لا أقبل ما غرد به مغرضاً السفير البريطاني وعلى وزارة الخارجية استدعاءه وإجباره وإجبار بلاده على الاعتذار لتدخله في ما لا يخصه حين قال على صفحته الشخصية معلناً بجد عن وظيفة في سفارة بلاده وأنه يقبل عمل ابن الزبال متهكماً على وزير العدل السابق وعلى فكرنا، صحيح هم ناجحين في اختياراتهم لكنهمغير ناجحين في تدخلاتهم، وليس من حقهم ولا من حقه أن يسخر من فكر متجذر للأسف في عقولنا وثقافة بلادنا.
ملحوظة على الهامش المرتب الذي سيحصل عليه الناجح في تقدمه لهذه الوظيفة بالسفارة البريطانية بمصر يصل لإثنا عشر ألف جنيه في الشهر، فمن يرد التقدم فليتقدم أظن أن هناك وزراء في حكومة محلب يفكرون طمعاً في المبلغ وهرباً من مساءلة الإعلام لهم والاستيقاظ في الخامسة صباحاً لكنهم مترددين لأنهم يثقون أن بريطانيا لا تقبل عمل الفشلة ولا مؤاخذة.