بقلم: حمدي رزق | السبت ١٦ مايو ٢٠١٥ -
٠٤:
١٠ م +02:00 EET
باسم يوسف
لا أخفى إعجابا بباسم يوسف، وإن كره الكارهون للساخر العنيد، ولكن حبى لمصر أشد، وعندما مُنع باسم يوسف من الظهور الفضائى كنت له من المناصرين، ولم أتحسس رأسى قط مخافة سوط باسم، لسانه سوط عذاب، ولكن عندما يقول باسم على فضائية «النهار» في «آخر النهار»: «لا أعرف مصيرى إن قررت العودة للقاهرة»، يحزننى بشدة باسم، عن أي مصير يتحدث.. ممكن إيضاح؟!
لا تخشى يا باسم، تعال متخفش، ستجد ما يسرك، دور الساخر المعارض الدولى للنظام المصرى لا يليق بكم، هنا قلوب تحبك، وهنالك كثر من الناقدين، ونفر من الرافضين الكارهين، مثلك مثل الآخرين، لكنهم بيننا قائمون، لم يَجْرِ وراءهم موتور في الطرقات، ولم يتقف أثرهم عسس ولا جواسيس.
لا يفتأ باسم تلسيناً على الوضع في مصر، كفاية علينا ألسنة الإخوان والتابعين، وكنت لهم من الناقدين، وذات يوم كادوا يسجنونكم، ماذا فعلت القاهرة، التف من حولكم المصريون وأنت ترتدى قبعة مرسى العبيط أمام دار القضاء، يومها لم تخش يوما أسود، لماذا؟.. لأن الناس في مصر كانت تحميك، كنتَ في القلب منهم، فلما قررت الخروج عليهم، تقزيماً وتلويماً وسخرية، انفضوا من حولك!
معلوماتى أنك لستَ مطلوباً إلا من المحبين، وتدخل المطار وتخرج في زفة من المعجبين، ويبجلك المحترمون في الجوازات، يستوحشونك من الوحشة وليس من الوحاشة التي بت عليها تغريداً وتصريحاً وتلميحاً، لا نستحق منك هذا التصريح، القاهرة ليست عقورا، مش بتعض، لا يخشى على المصائر في القاهرة أصحاب البصائر.
باسم يوسف بينبط من التنبيط، و«تنبيط» عامية تعنى نكّت أو تَندر أو لسّن عليها، على القاهرة، بدون أن يفصح صراحة، بـ«يلقح بالكلام» على ما هو كائن في القاهرة ويخشى منه، حقه أن يخشى، لكن ماذا يخشى على وجه التحديد، أفصح يا هذا، قل قولا فصيحا، مثلك لا يخشى إفصاحا.
تخيلوا باسم يوسف يرفض الإفصاح عن مكان تواجده، منعا للتعرض لمشاكل، (بحسب تعبيره)، أمال إحنا نعمل إيه، والإخوان يتقفون أثرنا من منزل إلى فضائية إلى حائط فيسبوكى، باسم لستَ مطلوبا، اسمك لم يرد على قوائم الاغتيال، ولا النظام المصرى حاطك في دماغه، أطمئنك لا أحد يتحسب لعودتك، وسافرتَ وعدت كثيرا ولم يَجْرِ توقيفك رايح جاى.
باسم بتصريحاته وتغريداته الأخيرة يرسم صورة لمصر تعجب الذي في قلبه مرض، في مصر ما فيها، ونحن قائمون فيها، قابضون على الجمر، مصر في محنة، ولن يأخذ بيديها إلا أبناؤها المخلصون الصابرون المقاومون، الرابضون على الثغور، أما الخوارج الذين خرجوا علينا قتلا وتفجيرا وتفخيخا، وأهانوا الشيبة، ولم يرعووا للعيبة، وقالوا فينا قولا حقيرا، فهؤلاء اختاروا مكانا قصيا، منبوذين ليس من السلطة ولكن من الشعب، وأنت سيد العارفين.
أخشيت يا باسم، وخرجت لا تلوى على شىء، تنعتنا بكل نقيصة، ولا تترك منبراً دولياً إلا وغمزت في جنبنا، جنبنا وجعنا يا أخى هنلاقيها من الأمريكان ولا من الإخوان، حتى أنت يا باسم.. لا حول الله.
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع