الاثنين ١٨ مايو ٢٠١٥ -
٠٠:
١٢ ص +03:00 EEST
صورة أرشيفية
مينا ملاك عازر
في دولة لا يتعلم أهلها وحكامها ومسؤولوها من خطأهم ولا من خطأ غيرهم كان من الطبيعي بل من البديهي أن يسفك دم حراس العدالة فيها بدم بارد على أيدي أُنُاس ليسوا أكثر ذكاءاً من الدولة، ولا أسرع منها لكنهم يتحركون بطبيعتهم أمام كيان مترهل فاشل تايه لا يتحرك ويعيش حياته كلها رد فعل لأفعال الآخرين.
هكذا أنا أرى حادث يوم السبت الماضي المؤسف في كل جوانبه ليس الأسف فيه فحسب لمقتل القضاة المصريين وإنما أيضاً لأننا متأخرين مترهلين نعيش حالة رد الفعل، ذلك الرد الذي غالباً ما يأتي متأخراً متوتراً ولا يستمر طويلاً إذ سرعان ما يخبو الحماس في العمل ونعود لحالة الترهل.
الكل يعرف تاريخ الصراع بين الجماعة الإرهابية والقضاء المصري منذ الخازندار وحتى يومنا هذا، واستهداف قضاة قضايا الإخوان ليس بعيد، فنترك قضاة يتحركون بلا حراسة تذكر في قلب سيطرة ونفوذ الإرهابيين، عجبي.
هل صدقنا أن القبائل معنا وتؤمنا، هل ارتكنا على القبائل؟ هل اكتفينا بأنهم معنا بعد أن كانوا على الحياد؟ هل هذا ينفع في حالة دولة في حرب مع الإرهاب أم أنه للأسف الافتقار للخيال والتفكير داخل الصندوق أو الاتفكير إطلاقاً، الاعتماد على القبائل أنجح الجيش في إفشال هجوم على كمين برفح قبل هجوم الإرهابيين على القضاة المصريين بدقائق معدودة لكن التعاون مع القبائل لم ينبهنا إلى ما لا داعي للتنبيه له.
المحاولات الإخوانية السابقة كانت تستهدف قضاة القضايا الإخوانية بعينهم بقصد وضعهم في مرمى الخصومة، فيتحرجون من الحكم أو إصابتهم وقتلهم وإطالة أمد القضية فيتم إرهاب القضاة الآخرين المكلفين بقضايا إخوانية لكن في هذه المرة كان الصراع سافراً مفتوحاً بلا حدود صراع قائم بين جماعة لا تعرف العدل تكرهه وتحاربه وبين حراس العدل، جعلوا من القضاة كلهم خصوماً لهم، بقتلهم من لا علاقة لهم بقضايا الإخوان، ما يعني أنهم حولوا الصراع بطول المواجهة.
الحادث الأخير أيضاً كشف بما لا يدع مجال للشك ذلك الارتباط بين الجماعة وأذنابها الإرهابيين بسيناء، بغض تصريحات البلتاجي إبان اعتصام رابعة، فقتل القضاة رد فعل لحكم الإعدام للجاسوس القطري الهوى، المصري للأسف الجنسية لا يعني إلا أنهم حقاً يتعاونون ويتواطئون في سبيل الانتقام لقطر الممول الرئيسي لهم.
المختصر المفيد الويل لكل يد مرتخية في عملها.