الطب لم يعد بالمزاج، وعبارات مثل: أنا مزاجى كده، وأنا شايف كده، هى عبارات تم تحنيطها فى متحف التاريخ أو وضعها فى سلة القمامة، الطب الآن اسمه الطب القائم على الدليل Evidnece based medicine، أصبح التعامل مع المرض يعتمد على بروتوكول لعلاجه، هذا البروتوكول ثابت فى موزمبيق وأمريكا والسويد وبلاد واق الواق، ومن يؤلف مثل الأخ المجرم الذى روّجت له القناة إياها التى تتبجح وتقول: يعنى إيه لما دكتور مصرى يعالج العقم بالخلايا الجذعية... هو شايف كده؟؟؟!!، هذا الكلام تخاريف، بل يعتبر من كبائر خطايا الطب التى تستحق الإعدام فى ميدان عام، فلابد أن ننتظر حتى تخرج أبحاث المعامل وتعتمدها منظمة FDA، حينها نستخدم، لأن المسألة ليست سمك لبن تمر هندى ومولد وصاحبه غايب!!، ولكى نحسم هذه القضية رجعنا إلى المرجع الطبى المعتمد فى مصر، وهو جمعية أمراض الذكورة، وقد أرسل لى رئيسها د. مدحت عامر- الذى أشكره على سرعة الاستجابة- بياناً حاسماً جامعاً مانعاً يرد فيه على ترهات هؤلاء المجرمين الذين يدورون على القنوات الفضائية، يبثون سمومهم ونصبهم من خلال السمسار المذيع الذى يدفع لصاحب القناة مليون جنيه شهرياً لكى يجمعها أضعافاً مضاعفة عندما يحول برنامجه إلى ميكروباص يركبه شذاذ الآفاق الذين يبيعون الوهم للغلابة دون أدنى إحساس بمدى الجرم الذى يرتكبونه فى حق هؤلاء، هذا هو البيان الذى أرسله لى د. مدحت عامر:
حرصًا من الجمعية المصرية لأمراض الذكورة على المواطن المصرى وانطلاقًا من حق الجمعيات المدنية الدستورى فى المشاركة فى انضباط الممارسات المهنية فى المجتمع، تم عقد اجتماع للجمعية يوم الأحد الموافق 10-5-2015، وتمت مناقشة بعض الممارسات الطبية الخاطئة وغير الأخلاقية والتى تهدف إلى الكسب المادى واستنزاف موارد المريض المصرى، ومن هذه الممارسات الآتى:
حقن الخلايا الجذعية لعلاج عقم الرجال والتى لا تستند على سند علمى، حيث إن الخلايا الجذعية لم يتم تطبيقها على الإنسان فى أى دولة فى العالم وتتم التجارب على نسيج الخصية معملياً أو على فئران التجارب، وهذا النوع من العلاج لم يقر حتى الآن، وهؤلاء الأطباء الذين يمارسون هذا النوع من العلاج يهدفون إلى استغلال حاجة بعض الرجال، الذين يعانون من العقم نتيجة أسباب مستعصية، فى الكسب المالى الكبير، حيث يتم هذا العلاج مقابل العشرات من الآلاف من الجنيهات ولم يثبت أن واحدًا من هؤلاء المرضى استفاد من ذلك.
النوع الثانى من العلاج، وهو العلاج بالطاقة أو جلسات الطاقة لتقوية الحيوانات المنوية، حيث يتم وضع المريض على جهاز مجهول وفى غرفة مجهولة لبعض الوقت، ويتم تكرار هذه الجلسات 10 مرات، وفى كل مرة تكون تكلفتها فى حدود 1000 جنيه، مع العلم أنه لا يوجد فى المراجع ولا الأبحاث الطبية هذا النوع من العلاج.
وفى هذا الاجتماع، قرر المجلس الآتى:
1 -هذه الممارسات التى يقوم بها هؤلاء الأطباء تعد مخالفة للقواعد والأسس الطبية والأخلاقية والعلمية.
2 - رفع الموضوع إلى النقابة العامة للأطباء ووزارة الصحة، لاتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية، تردع هؤلاء المنحرفين وتصون حقوق المريض المصرى وإظهار هيبة الدولة وقدرتها على ردع المخالفين من أى فئة فى المجتمع.
شاكرين حسن تعاونكم معنا فى نهوض ورقى بلدنا وحماية مرضانا.
نقلا عن المصري اليوم