مينا ملاك عازر
تصدر ذلك الخبر الذي أعلى المقال الكثير من وكالات الأنباء العالمية، معنياً بست أشخاص أعدمتهم مصر فجر الأحد الماضي، وصفهم الإعلام المصري بأنهم متهمي قضية عرب شركس، كانت تهمتهم قتل ضابطين والاشتراك بتنظيم إرهابي، وعُرِفوا بأنهم من قيادات أنصار بيت المقدس، كلنا نذكرهم، نذكر فيديو لعملية اقتحام عرب شركس، كلنا رأينا كيف تم اغتيال الضابطين خبيرا المفرقعات برصاصات أثناء اقتحامهم مخزن مشون به أسلحة ويتم فيه تصنيع متفجرات مؤجر لهؤلاء القادة الذين وصفهم واعتبرهم الكثير من وسائل الإعلام العالمية بأنهم نشطاء سياسيين.
إعدام النشطاء السياسيين وسيلة الديكتاتوريين بكثير من البلدان التي يحكمها أنظمة قمعية، وسائل الإعلام العالمية تريد أن تلصق بمصر تلك التهمة التي يقترفها الكثير من الأنظمة القمعية والتي درج الغرب على نقل أخبار إعدام لنشطاء سياسيين بها كإيران وغيرها، لكن هناك دول أخرى تقتل دون أحكام قضائية بالإعدام، تقتل بحكم مسبق على لون القتيل لأنه أسود فيعامل أسوء معاملة بأقسام الشرطة أو يتم قتله في الشارع دون حتى إيقافه لمناقشته وإبراز أوراقه الثبوتية، ولكن من فُجر هذه الدول تستنكر وتقلق لإعدام ست أفراد بعد حكم قضائي.
إعدام متهمي قضية عرب شركس إعدام يثير الإرهابيين وداعميهم، فتجد حزب مصر القوية يندد به ويرفضه، والغرب يقلق منه، وإن كان بالأحرى يقلق على رجاله بمصر هذا أوقع وأكثر منطقية، لم يندد حزب مصر القوية بمحاولات قتل القضاة ولا اغتيال قضاة مصر بسيناء لم تهتز خلجة من خلجات وزارة الخارجية الأمريكية للدماء المصرية المراقة في كل مكان، لم يعبء الإعلام الخارجي بنشطاء القوات المسلحة مكافحي الإرهاب ذلك الإرهاب الذى أرسلوا هم جنودهم لآخر الدنيا بأفغانستان والعراق بداعي الحرب عليه، وأسقطوا الآلاف من القتلى دون أحكام، لم يقلق العالم الغربي لهذه الجرائم ولكنه على أتم الاستعداد بأن يصف الإرهابيين فى مصر بالنشطاء السياسيين في لي واضح للحقيقة وكسر لعنقها في سبيل اتهام مصر بما ليس فيها، وكله يهون في سبيل الأموال القطرية.
الست المنفذ بهم حكم الإعدام كانت أدواتهم للنشاط السياسي متفجرات وأسلحة نارية، فمنذ متى كانت ممارسة السياسة بالذخيرة الحية إلا إذا كان ميدان السياسة هو ميدان المعركة؟ كيف يرفض حزب مصر القوية الذي يرأسه عبد المنعم أبو الفتوح الإعدام وهو تنفيذ للقصاص، ولنا في القصاص حياة، أليس هذا من صميم الدين يا من تدعون التدين؟ أتنكرون ما رأيناه بالحقيقة في وسائل الإعلام كلها أتنكرون ما هو ثابت بالضرورة!؟.
الغرب لا يقبل أحكام الإعدام لكنه يستطيع أن ينفذها فى بن لادن ودون محاكمة وبالكثيرين ممن على شاكلته، أقول دون أحكام قضائية، لكنه يندد بأحكام الإعدام لأنه يرفض تلك العقوبة، مقتل الإخوين كولوبالي منفذي جريمة شارل أبدو هل تذكرونهم؟ هذين النشطين السياسيين اللذان عبرا عن رأيهم في مجلة شارل ابدو بمنتهى السياسية التي يعترف بها الغرب أي السلاح، مقتل الأخوين كان بدون أحكام قضائية لكنهما قُتِلا باشتباك مع الشرطة، لكن من تسيطر عليهم القوات ويقدما للمحاكمة ويحكم عليهم بالإعدام يصبحا نشطاء سياسيين، تباً للحماقة والمكاييل المزدوجة.