الأقباط متحدون - فرج فودة شهيد الكلمة لحظة احتضاره: يعلم الله إني ما فعلت شيئًا إلا من أجل وطني (بروفايل)
أخر تحديث ٠٩:٤٧ | الأحد ٢٤ مايو ٢٠١٥ | ١٦بشنس ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٧٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

فرج فودة شهيد الكلمة لحظة احتضاره: يعلم الله إني ما فعلت شيئًا إلا من أجل وطني (بروفايل)

فرج فودة
فرج فودة
* كلمات فودة وهو يحتضر: يعلم الله أنني ما فعلت شيئًا إلا من أجل وطني.
*تم اعتقاله بعهد ناصر وصارع مع الإسلاميين في مجدهم بعهد السادات.
*فودة ينفصل عن حزب الوفد بعد تحالفه مع جماعة الإخوان برئاسة الشيخ صلاح أبو إسماعيل.
*الشيخ الشعرواي والغزالي ومحمد عمارة أشهر الموقعين على بيان تكفيره واغتياله.
بالفيديو.. الشيخ الغزالي يعلق على اغتيال فرج فودة: حكم المرتد معروف 
الأزهر والاخوان عقب اغتيال فودة يشيدان: فودة هو من قتل فودة 

كتبت – أماني موسى
قلما يجود الزمان بحملة مشعل التنوير في مجتمع غارق في ظلام الجهل والتعصب، وقلما يجود الزمان بحامل مشعل تنويري يقف صامدًا في معركة الوطن في وجه أعداء الإنسانية، فعند وقت الجد وحين يستلزم الأمر الحرب والخوض في معركة شرسة غير محسوبة العواقب، ربما تكون الحياة هي الفاتورة المقدمة فيها، عندئذ تجد البعض منهم يتراجع خطوات إلى الوراء وربما يعتذر عما بدر منه تخوفًا من طيور الظلام وشراهتهم للدماء.
 
ولكن فرج فودة آثر أن يظل للنفس الأخير مدافعًا في معركة الوطن، صامدًا في وجه التيارات المتطرفة، دافعًا حياته ثمنًا لتغيير مأمول لم يحدث بعد.

نشأته وحياته:
ولد فرج فودة في 20 أغسطس 1945 ببلدة الزرقا بمحافظة دمياط في مصر، حصل على ماجستير العلوم الزراعية ودكتوراه الفلسفة من جامعة عين شمس.
 
ينتمي فودة للتيار العلماني، وكان يطالب دومًا بفصل الدين عن الدولة، وأثارت كتاباته جدلاً واسعًا بين المثقفين، كما أثارت حفيظة الإسلاميين ضده وعلى رأسهم الجماعة الإسلامية التي أغتيل على يد أحد عناصرها ويعمل "سماك" في 8 يونيو 1992.
 
تبنت جبهة علماء الأزهر هجومًا حادًا ضده، وأصدرت بيانًا بتكفيره ومن ثم إجازة قتله باعتباره كافر، وقد كان بالفعل عقب صدور البيان بأشهر قليلة.
شارك في تأسيس حزب الوفد الجديد، ثم استقال منه، لرفضه تحالف الحزب مع جماعة الإخوان المسلمين لخوض انتخابات مجلس الشعب المصري العام 1984، وسعى لتأسيس حزب باسم "حزب المستقبل" وكان ينتظر الموافقة من لجنة شؤون الأحزاب التابعة لمجلس الشوري المصري، ولكن جبهة علماء الأزهر أرسلت مذكرة تطالب فيها برفض تأسيس الحزب.
 
اعتقال في عهد عبد الناصر
في ستينات القرن الماضي أي في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كان فودة طالب في السنة النهائية بكلية الزراعة، واستشهد شقيقه الملازم محيي الدين فودة، الذي كان يصغره بعام واحد، في نكسة 5 يونيو 1967، ولم يتم العثور على جثمانه، وشارك فودة بعدها في مظاهرات الطلبة الغاضبة عام 1968 واعتقل لعدة أيام.
 
السادات وإطلاق يد الجماعات الإسلامية
وفي عهد السادات صعدت التيارات الإسلامية كافة للمشهد السياسي، وقال فودة عن تلك الفترة: "هيئ لي وأنا أحصل على الدكتوراه، أنني مقبل على البحث في شئون التنمية الزراعية، وأن قصارى ما أتمناه أن أكتب مؤلفًا أو مؤلفين في مجال تخصصي العام أو الدقيق، منصرفًا إلى المهنة التي

عشقتها بكل جوارحي وهي التدريس غير أن الاضطرابات السياسية التي شهدتها تلك الفترة، ونمو الجماعات الإسلامية خلال السبعينيات، والذي انتهى باغتيال الرئيس محمد أنور السادات في 6 أكتوبر 1981 على المستوى الداخلي، وانتصار الثورة الإسلامية في إيران في 1979 على المستوى الخارجي، خرجت بي من مهنة التدريس الجامعي إلى العمل السياسي العام".
 
آمن فرج فودة بمسؤولية السادات عن نمو التيارات الدينية وأسماه "بالانتحار الساداتي"، وكان السادات قد يد الإسلاميين لغل يد الناصريين واليساريين.
وكانت تلك الفترة العصر الذهبي للجماعات المتطرفة حيث كانت العمليات الإرهابية ضد السياح والمصريين والأقباط في أوجها. 
 
عهد مبارك.. فودة ينفصل عن الوفد ويكتب عدد كبير من المؤلفات
وفي عهد مبارك كانت أولى معارك فرج فودة الحزبية، حيث أنفصل عن حزب الوفد بعد تحالفه مع الإخوان عام 1984، وخلال هذا الصراع كتب كتابه الأول "الوفد والمستقبل".
 
مؤلفاته
كتب فودة عدد كبير من الكتب، ولم يمهله العمر لكتابة المزيد، ومن أشهر مؤلفاته:
 
الحقيقة الغائبة.
 
زواج المتعة.
 
حوارات حول الشريعة.
 
الطائفية إلى أين؟
 
الملعوب.
 
نكون أو لا نكون.
 
الوفد والمستقبل.
 
حتى لا يكون كلامًا في الهواء.
 
النذير.
 
الإرهاب.
 
حوار حول العلمانية.
 
قبل السقوط.
 
وطبعت الكتب لأكثر من مرة، ودُرس بعضها في الجامعات والمعاهد الأجنبية.
 
بعضًا من أشهر مقولاته:
- لا أستطيع أن أخون عقلي.
 
- دراسة العلوم الزراعية هي دراسة لعلوم الحياة، وما أكتبه هو دفاع عن حق الحياة الكريمة والإنسانية والحضارية.
 
- لا أبالى إن كنت فى جانب والجميع فى جانب آخر، ولا أحزن إن ارتفعت أصواتهم أو لمعت سيوفهم، ولا أجزع إن خذلنى من يؤمن بما أقول، ولا أفزع إن هاجمنى من يفزع لما أقول، وإنما يؤرقنى أشد الأرق أن لا تصل هذه الرسالة إلى من قصدت، فأنا أخاطب أصحاب الرأى لا أرباب المصالح، وأنصار المبدأ لا محترفى المزايدة.
 
- اليوم الذي لا يصلني فيه تهديدات الإسلاميين "يوم ضايع يحسبوه الناس عليا".
 
اغتياله:
أغتيل فرج فودة بتحريض الجماعة الإسلامية وجبهة علماء الأزهر التي أصدرت بيانًا بتكفيره، حيث سقط شهيدًا على "سماك" أمي لا يجيد القراءة والكتابة، في 8 يونيو قبيل أيام من عيد الأضحى، حيث انتظر شابان من الجماعة الإسلامية، هما أشرف سعيد إبراهيم وعبد الشافي أحمد رمضان، على دراجة بخارية أمام الجمعية المصرية للتنوير بشارع أسماء فهمي بمصر الجديدة حيث مكتب فرج فودة. 
 
وفي الساعة السادسة والنصف مساء، وعند خروجه من الجمعية بصحبة ابنه أحمد وصديق، وفي أثناء توجههم لركوب سيارة فرج فودة، انطلق أشرف إبراهيم بالدراجة البخارية وأطلق عبد الشافي رمضان الرصاص من رشاش آلي فأصاب فرج فودة إصابات بالغة في الكبد والأمعاء، بينما أصاب صديقه وابنه إصابات طفيفة، وانطلقا هاربين. 
 
غير أن سائق سيارة فرج فودة انطلق خلفهما وأصاب الدراجة البخارية وأسقطها قبل محاولة فرارها إلى شارع جانبي، وسقط عبد الشافي رمضان وارتطمت رأسه بالأرض وفقد وعيه فحمله السائق وأمين شرطة كان متواجدًا بالمكان إلى المستشفى حيث ألقت الشرطة القبض عليه، أما أشرف إبراهيم فقد تمكن من الهرب.
 

 
كلماته وهو يحتضر: يعلم الله أنني ما فعلت شيئًا إلا من أجل وطني
 
حملت سيارة إسعاف فرج فودة إلى المستشفى، حيث قال وهو يحتضر "يعلم الله أنني ما فعلت شيئًا إلا من أجل وطني"، وحاول جراح القلب د. حمدي السيد نقيب الأطباء إنقاذ حياة فرج فودة، لمدة ست ساعات، لفظ بعدها أنفاسه الأخيرة.
 

 

الشيخ الشعرواي والغزالي ومحمد عمارة أشهر الموقعين على بيان اغتياله
في 3 يونيو 1992، نشرت جريدة (النور) الإسلامية، والتي كان بينها وبين فرج فودة قضية قذف بعد اتهامه بأنه يعرض أفلامًا إباحية ويدير حفلات للجنس الجماعي في جمعية "تضامن المرأة العربية"، ونشرت الجريدة بيانًا من ندوة علماء الأزهر يكفر فرج فودة بتوقيع الشيخ الشعراوي ومحمد عمارة والشيخ الغزالي.
 
مفتي الجماعة الإسلامية يطالب بقتل فودة باعتباره مرتد
وفي تحقيقات النيابة قال القاتل أنه قتل فودة بناءً على فتوى الدكتور عمر عبد الرحمن مفتي الجماعة الإسلامية بقتل المرتد، ولما سؤل من أي كتبه عرف أنه مرتد، أجاب بأنه لا يقرأ ولا يكتب، ولما سؤل لماذا اختار موعد الاغتيال قبيل عيد الأضحى، أجاب: لنحرق قلب أهله عليه أكثر.
 
بالفيديو.. الشيخ الغزالي يعلق على اغتيال فرج فودة: حكم المرتد معروف
قال الشيخ الغزالي وهو أحد الموقعين على بيان تكفير فودة وقتله، تعليقًا على اغتياله في حوار تلفزيوني له آنذاك: أن فودة في حكم المرتد وعقوبة الارتداد معروفة.
 
مضيفًا: أنا أقبل لو إن واحد يقول أنا ما بحبش الإسلام، طيب خليك في بيتك أو خليك في نفسك، وما تجيش يم الإسلام، وما تهاجمش تعاليم الإسلام، وافضل كافر لوحدك، مالناش صلة بك، ما لناش عليك سبيل، لكن إذا جئت عند المسجد وقلت إيه الأذان الصاعد ده؟ دعوا هذه الصيحات المجنونة. لا لزوم لها. لا خير فيها. لا لا لا. أنظر إليك نظرة أخرى.
 
مشددًا: أنا في خلاف شديد مع جميع المفكرين الذين يرفضون الإسلام وليس فرج فودة فقط، أنا رجل مسلم أعرف ربي وأحبه وأحب دينه وأدافع عن هذا الدين كلمة كلمة وحديثًا حديثًا.
 

 

الأزهر والاخوان عقب اغتيال فودة يشيدان: فودة هو من قتل فودة
عقب اغتيال فرج فودة أعلن المستشار مأمون الهضيبي المرشد العام للإخوان آنذاك عن ترحيبه وتبريره لاغتيال فرج فودة، وبعد أسابيع من الاغتيال، ألّف الدكتور عبد الغفار عزيز، رئيس ندوة علماء الأزهر كتابًا أسماه "من قتل فرج فودة؟" ختمه بقوله: "إن فرج فودة هو الذي قتل فرج فودة، وإن

الدولة قد سهلت له عملية الانتحار، وشجعه عليها المشرفون على مجلة أكتوبر وجريدة الأحرار، وساعده أيضًا من نفخ فيه، وقال له أنت أجرأ الكتاب وأقدرهم على التنوير والإصلاح".

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter