قال الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق، إن الصراع على السلطة بين الفصائل المختلفة في مصر والمتمثلة في المحافظين المتدينين والليبراليين والنظام القديم والثورة تسبب في ما وصفه بـ"مسرح دستوري عبثي"، مشيرًا إلى أن تونس نجحت بعد ثورتها في الاتفاق على دستور حقق إجماعًا وطنيًا.
وأضاف البرادعي، خلال محاضرة تحت اسم "الانتفاضات في شمال إفريقيا ومستقبل قارتنا"، أنه كان يوجد في مصر 7 إصدارات من الدساتير في 4 سنوات قبل أن يتم الاستقرار على واحد منها، لافتًا إلى أن مصر تسير دون برلمان على مدى السنوات الثلاث الماضية، مشيرًا إلى أن معدلات التنمية في مصر قبل اندلاع ثورة 25 يناير 2011، كانت جيدة لكنها لم تقلل من حدة ارتفاع نسبة البطالة والفقر، الأمر الذي أدى لعدم المساواة بين المواطنين.
وأكد نائب رئيس الجمهورية السابق، أنه يجب فهم أهمية الوحدة الاجتماعية وكذلك التوصل لاتفاق في الآراء بشأن القيم والقوانين الأساسية والتي ينبغي أن تحكم المجتمع لأنها أساس التلاحم الاجتماعي، موضحًا إلى أنه عقب الانتقال من الاستبداد إلى الديمقراطية يجب على المجتمعات التركز على بناء ثقافة ديمقراطية جديدة ومؤسسات جديدة بغض النظر عن الاختلافات الأيديولوجية.
وأوضح البرادعي، أن التنمية البشرية والصحة والتعليم والإسكان والرعاية الاجتماعية هي أبرز التحديات التي تواجه القارة الإفريقية، مشددًا على الحكومات بتهيئة الظروف للقطاع الخاص ليتمكن من تحقيق الازدهار، منوهًا بأن تحرير الاقتصاد لا يعفي الدولة من مسؤوليتها الأساسية للتأكد من أن كل شخص لديه مستوى معيشي لائق ويحصل على الاحتياجات الأساسية.
وأشار نائب رئيس الجمهورية السابق، إلى أنه يجب التركيز على تحقيق العيش في المجتمعات على أساس روح المصالحة والتسامح، موضحًا أن تجربة جنوب إفريقيا في هذا الصدد مفيدة وملهمة، كما أن التجربة التونسية يمكن أن تكون نموذجًا للآخرين.