تبدو الأحداث في مجملها غير مترابطة ومتباعدة، ويفصل بينها مواقف متعددة ومتنوعة، ولكن إن دققت النظر قليلا وبطريقة كلية، لوجدت أنها جميعا تبرهن على شيء واحد، وهو أن مجموعة الحكم التي تتنوع بين تنفيذيين وتشريعيين وإعلاميين ورجال المال في معسكر واحد، لا يضعون حسابا بالمرة للشعب أو لغالبية المصريين الذين تقريبا لا وجود لهم في نظرهم سوى كم مهمل أو أناس لا يستحمون، كما قال الأخ تامر أمين بسيوني شقيق الأستاذ الإعلامي أيضا علاء بسيوني.
ولكننا جميعا نتذكر الأب الإذاعي والإعلامي الفذ الذي حلت بركته على أبنائه، فتمت المعجزة الكبرى على الطريقة المصرية، فتم تعيين أبنائه في اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري المدين بـ 22 مليار جنيه؛ لجيوب المصريين الغلابة دافعي الضرائب!
الأخ تامر بالطبع يستحم كثيرا، ولديه الوقت لذلك والمال الذي يدفعه للجاكوزي والساونا، وغيرها من الأشياء التي يحسبها الفقراء طعاما محرما من نوعية عيب وحرام، وقد أهان المصريين جميعا بجملته التي طالبهم فيها بالاستحمام.. وبالطبع لم يقبض عليه أحد مثل صاحبة كليب "سيب أيدي" التي كانت خلاصة الأسبوع المنقضي، لا يهم ولا يهمنا الحاج تامر المؤمن المتدين بشدة وقت صعود اليمين الديني في مصر واستضافته اليومية لأحد أعضاء الجماعة الإسلامية الإرهابية، وأحد أعضاء جماعة الإخوان، وواحد كيوت من إخوانا السلفيين في مربع أسماه مربع السياسة، بجوار أحد المحسوبين على اليسار أو الليبراليين في مصر!
لا يهمنا دعوة السيد تامر لنا جميعا ولعموم المصريين الذين يشتكون من الغلاء والاكتواء بنار الأسعار، للهجرة من مصر والرحيل عنها... طيب يا عم هات لهم عقود عمل وشوف الرحيل سيكون على ودنه يا تمورة.. لن نحزن من دعوة حضرتك يا أفندم، فقد قالها لك السيد محمد حسين يعقوب السلفي العتيد وشقيقك في الإقصاء، أيام حكم أحبابك الإخوان يا مؤمن.. ولكنه اختار لنا كندا.. الله كندا مرة واحدة، شيء لله يا سيدي مونتريال!
بالطبع لن يحاسب أحد تامر باشا على ما فعله في حق شعب اسمه "المصريون"، ولن يتم القبض على المبجل أحمد موسى الذي عليه حكم واجب النفاذ، أي مطلوب القبض عليه، ولكنه خرج أمس ليشكرنا جميعًا ويتنهد ويقطع قلوب العذارى والمتزوجين والمطلقات ويبشرنا بأنه يحترم القانون... أي والله قالها الرجل بكل شفافية، ومع ذلك القانون ومنفذوه تركوه يوجه لنا رسائله وحكمه على الهواء مباشرة من داخل المحروسة لا من خارجها، كما يفعل أصحابه من رجال الأعمال الهاربين بفلوس المصريين في الخارج.. جامد يا أحمد!
لا تندهش صديقي القارئ، فهؤلاء محبوبون واصلون، لا يجرؤ أحد على الاقتراب منهم.. دا حتى يبقى عيب وفضيحة؛ لأنهم جميعا في مركب واحد، ورصيد بنوك يكفي لو حدث لا قدر الله مؤامرة مثل مؤامرات يناير أو 30 يونيو يوجد جواز سفر يودي أي مكان.. عادي جدًا، ولكنهم جميعا نسوا شيئًا واحدا وهو أن الغضب لا يقدر أحد على التنبؤ بموعد انفجاره، وأن الكم المهمل هذا يمكن أن يفيق ويطيح بالجميع وليس فقط من هم في السلطة، وبمناسبة أخونا تامر وكلهم تامر، تذكر وارجع بذاكرتك للأخ تمورة الأصلي، أيوة هو ده الفنان تامر حسني بتاع يا نور عيني، الحاج سيد العاطفي الذي أتحفنا به بلال فضل، الذي بكى في التحرير واشتكى من أن الشباب الذي روقه لم يفهمه وأنه والله معاهم.. ثم صالح جمهوره الذي يعيش على نقوده، والمعجب بشعر صدره، بمسلسل ثوري انقلابي مملوكي تاريخي عجب اسمه آدم.. فاكرين.. كلهم إذن تامر!
fotuheng@gmail.com
نقلا عن فيتو