أحبطت القوات الأفغانية، اليوم، هجوما جديدا لحركة طالبان على مكان يرتاده غربيون في وسط العاصمة كابول، بعد ليلة حصار لفندق راق تملكه عائلة وزير الخارجية الأفغاني.
وانتهى الهجوم على فندق هيتال فجر اليوم، بمقتل المهاجمين الأربعة وبدون خسائر بين المدنيين أو في صفوف قوات الأمن.
وهز إطلاق نار وانفجارات طوال الليل حي وزير أكبر خان، الذي يضم فندق هيتال وسفارات ومطاعم ومنازل أجانب، واستهدف لهذا السبب مرات عدة من قبل مقاتلي طالبان.
بدأ الهجوم نحو الساعة 6.30 بتوقيت جرينتش، مساء أمس، على الفندق الواقع على سفح تلة في نهاية الحي والمحصن والمحمي بشكل جيد جدا.
وتبنت الهجوم حركة طالبان، التي تقاتل الحكومة الأفغانية وحلفاءها الغربيين منذ نهاية 2001، وكثفت في الأسابيع الأخيرة عملياتها الهجوم على الرغم من محاولات الحكومة العديدة دفعها إلى الانفتاح على حوار.
وقال قائد الشرطة في العاصمة الأفغانية الجنرال عبدالرحمن رحيمي، للصحفيين، اليوم، "المهاجمون حاولوا دخول الفندق مستخدمين قنابل يدوية لكن الشرطة انتشرت تكتيكيا وقتلتهم"، وبدأ الجنرال سعيدا بانتهاء الهجوم من دون سقوط ضحايا وهو أمر نادر في كابول.
وما زالت شاحنات الإطفاء وسيارات الشرطة تتمركز حول الفندق، وسط قطع الزجاج والجدران التي يظهر آثار الرصاص عليها.
كان المهاجمون نجحوا في السيطرة على مركز صغير للحراسة عند مدخل المجمع الفندقي، ألقوا منه القنابل اليدوية لكنهم لم يتمكنوا من الذهاب أبعد من ذلك، كما قال شفيق الله الذي يقيم في الحي لـ"فرانس برس".
فندق هيتال، الذي تملكه عائلة وزير الخارجية الأفغاني صلاح الدين رباني، من الفنادق النادرة في كابول التي تتمتع بحماية أمنية كبيرة لذلك ينزل فيه عدد كبير من الغربيين.
وقال مديره بيزان، إن كل النزلاء لجأوا خلال الهجوم إلى الغرفة المحصنة التي أعدت كملجأ في حال وقوع اعتداء ولم يصب أي منهم.
وكان فندق هيتال أصيب بأضرار في 2009 عندما فجر انتحاري نفسه أمامه، ما أدى إلى سقوط ثمانية قتلى و40 جريحا.
في مارس 2014، هاجم مقاتلو طالبان فندقا آخر في كابول يرتاده الغربيون عادة ويخضع لإجراءات أمنية هو سيرينا، وقتل 9 أشخاص في الهجوم بينهم أجانب وأطفال أفغان.
وبدأت حركة طالبان في نهاية أبريل، هجومها الربيعي التقليدي الذي أطلقت عليه اسم "عزم"، ويتسم بهجمات ومعارك شبه يومية مع قوات الأمن الأفغانية.
كانت السلطات المحلية أعلنت أمس، أن 26 شرطيا وجنديا وامرأة واحدة على الأقل قتلوا في الساعات الـ24 الأخيرة في سلسلة هجمات للحركة في جنوب أفغانستان المضطرب.
وجرح أكثر من سبعين مدنيا الإثنين، عندما صدم انتحاري من طالبان بشاحنة محملة بطن من المتفجرات مجمعا حكوميا في جنوب البلاد.
وفي كابول، أسفر انفجار سيارة مفخخة عن مقتل 4 أشخاص وجرح عشرات في 19 مايو في مرآب وزارة العدل الأفغانية، في هجوم لطالبان أيضا.
ومع أن طالبان، تؤكد أنها تستهدف أولا قوات الأمن الأفغانية التي تدفع ثمنا باهظا للنزاع، وحلفاءها الغربيين تؤدي هذه الهجمات إلى سقوط مزيد من المدنيين، حسب أرقام الأمم المتحدة التي أحصت زيادة بنسبة 16% في عدد الضحايا المدنيين في الأشهر الأربعة الاولى من 2015 بالمقارنة مع الفترة نفسها من 2014.
و"موسم القتال" الجديد هذا هو الأول بدون الوجود الكثيف للقوات الدولية بعد 13 سنة من النزاع الذي تلا سقوط نظام طالبان في 2001.
ومنذ رحيل الجزء الأكبر من القوات الأجنبية من أفغانستان في ديسمبر الماضي، تواجه القوات الأمنية الأفغانية بمفردها تمرد طالبان.
وبقيت قوة صغيرة قوامها 12 ألفا و500 رجل تحت راية الأمم المتحدة لضمان تأهيل الجيش الأفغاني حتى 2016.
وتواجه الحكومة الأفغانية انتقادات لعجزها عن وقف أعمال العنف التي يرى معارضوها أن سببها هو الفراغ في السلطة في بعض القطاعات، بينما لم ينته تشكيل الحكومة حتى الآن بعد عشرة أشهر على تسلم الرئيس أشرف غني الرئاسة خلفا لحميد كرزاي.