عرض / سامية عياد
فى بداية الخليقة قال الرب "نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا" حيث خلق الله الإنسان على صورته ومثاله لكى يميزه عن سائر مخلوقات الأرض بل منحه الكرامة والفداء والخلاص والحياة الأبدية...

نيافة الأنبا موسى أسقف عام الشباب فى مقاله "الإنسان فى المسيحية" يحدثنا عن قيمة الإنسان عند الله قائلا : كرم الله الإنسان بأمور لم يحظ بها أى مخلوق آخر حتى الملائكة إذ إنه من صنع يده ، خلقه بعد أن خلق كل شىء وخلقه على صورته ومثاله فى أمور كثيرة لذا نسمى الإنسان "تاج الخليقة" ، ويدعى ايضا "كاهن الخليقة" حيث وجب على الإنسان أن يرفع قلبه وعقله كل يوم تسبيحا وتمجيدا لخالقه ونائبا عن كل المخلوقات فى الكون .

ومن الأمور التى خلقها الله فى الإنسان على مثاله : القداسة التى منحها الله لآدم فقد كان بارا ومقدسا قبل السقوط فى الخطية ، الحكمة فقد أعطى الله آدم الحكمة من خلال العقل الإنسانى القادر على التفكير والنطق والدراسة والتحليل والاستنتاج ، ايضا الحرية حيث أعطى الله الإنسان الحرية الكاملة للإنسان فى أن يقرر ويختار طريقه ومصيره الأبدى  ، لكنه فى نفس الوقت أوصاه ونصحه أن يختار الحياة وطريق الخير والحياة الأبدية لكن دون اجبار أو فرض أو قهر إنما جعله يقرر ماذا يختار بنفسه الخير أو الشر ، الحياة أو الموت .

كما أن الإنسان خلق على مثال الله فى أمر آخر هو الخلود فالله خالد لا يموت ، هكذا الإنسان جسده يموت ثم يقوم بعد أن تعود إليه روحه العاقلة ويستمر حيا الى الأبد فى ملكوت السماء لمن اختار طريق الحياة والخير أم فى جهنم لمن اختار طريق الموت والشر . 

أعطنا يا الله أن نكرمك ونسبحك ونمجدك وتكون ملكا متوجا متربعا على عرش قلوبنا مثلما كرمتنا وجعلتنا تاج الخليقة...