الجمعة ٢٩ مايو ٢٠١٥ -
٠٧:
٠٨ م +02:00 EET
الاهتمام بمبدأ التكافل الاجتماعي .. مع إهدار وتناسي مبدأ المواطنة !
د. ميشيل فهمي
في إطار المبادرة الرائعة الإنسانية للرئيس عبد الفتاح السيسي ، رئيس جمهورية ( مصر ) العربية ، بتوزيع 10 آلاف رأس ماشية عشور على الفقراء ومحدودي الدخل من بعض الأسر المصرية ، بـعدد خمس من محافظات مصر ، هي : الفيوم ، ألمنيا ، أسيوط ، سوهاج ، بنى سويف بجمهورية مصر العربية
إن رؤوس تلك الماشية مقدمة من رئاسة الجمهورية ( المصرية ) ، بالتعاون مع القوات المسلحة ( المصرية ) ، ووزارة الزراعة ( المصرية ) ، وصندوق تحيا مصر ( المصري ) وهو (( صندوق تحت الإشراف المباشر لرئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، وبمشاركة كل من فضيلة الأمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر، والبابا تواضروس الثاني بطريرك الكرازة المرقسية، ومحافظ البنك المركزي هشام رامز وخاضعا للرقابة الكاملة للجهاز المركزي
للمحاسبات لمتابعة أوجه إنفاقه في إطار من الشفافية والمصداقية . )) ، ومؤسسة مصر الخير ، وهي (( مؤسسة رائدة كمثال عالمــــْي ، للوصـــول الي تنمية مجتمع تكافلــــي ينمو ذاتياً )) ، وجمعية الأورمان، وهي (( منظمة مصريــــــة غير حكومية ، تهدف الي خدمة جميــــع فئات المجتمع المصري المحتاجة دون تمييز دينــــي أو سياسي ، وذلك بشكل مؤسسي متطور ، يؤكد علي أهمية العمل الأهلي في تنمية المجتمعات إقتصادياً واجتماعياً . ))
وقد تم القيام بدراسات اجتماعية بواسطة عدة لجان من المحافظات والوحدات الاجتماعية بالمدن والقرى ومديريات التضامن الإجتماعي لتحديد المستحقين من كل قرية، وذلك في إطار تحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية بين جميع القرى وبالتالي مواطنين تلك القري ،
وأكد المسؤلون عن هذا المشروع العظيم ، على أن التكافل الاجتماعي حق لكل مواطن يحتاج إلى الدعم والمساعدة وأن الدولة بمؤسساتها المختلفة تسعى لتقديم الدعم اللازم للفئات الأولى بالرعاية والأسر الأكثر احتياجاً إلى الرعاية والدعم والإهتمام .
لكن
يبقي السؤال هنا ،
هل إهتم أو إنتبه أي من المسؤلين بتلك المؤسسات المصرية الخمس القائمة علي تنفيذ هذا المشروع الي مبدأ المواطنــــــــة ؟ قدر إهتمامهم بمبدأ التكافل ،بمعني هل ضم أو شمل أو غطي هذا المشروع الغًِـــارق في المصرية ، أسرّ مصرية مسيحية الديانة ؟
إن تطبيق مبدأ المواطنة هو " صِمَام الأمان " في حفظ كيان المجتمع وشد بنيانه وصلابة أركانه ، خاصة في أيام الحروب ، أو الهجمات التآمرية الشرسة التي تنهال علي الوطن في تلك الأيام ، وقد أثبت مسيحيي مصر - بِلا جِدالّ - أنهم كأفراد القوات المسلحة المصرية التي جنودها خير أجناد الأرض ، فإن أقباط مصر مع إخوتهم مسلمي مصر من الشرفاء ، خير مواطني الأرض إخلاصاً لوطنهم مصر .