بقلم - أماني موسى
بينما يتابع العالم عن كثب أخر التطورات العلمية والتقنية وغيرها من أمور حداثية تناسب العصر المعلوماتي الذي نعيشه، يتابع القائمون في مصر مشهد تهجير أقباط قرية كفر درويش بمحافظة بني سويف من منازلهم، في مشهد بدوي بدائي يرجع إلى عصور ما قبل التاريخ وما قبل الدولة، حيث أتهم أحد أبناء الأقباط بالقرية بأنه نشر صورًا مسيئة للدين الإسلامي حسبما يرى بعض مسلموا القرية، وهنا تجدر الإشارة إلى أن القبطي مثار الخلاف هو "أمي" لا يجيد القراءة والكتابة.
وبينما يحوي المشهد الداخلي تهجير أقباط بني سويف، تجد المشهد الخارجي يحمل زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى ألمانيا، وحرصت الكنيسة القبطية هناك على حشد أبنائها لاستقبال الرئيس والاحتفاء به، في الوقت الذي يتم تهجير أبناها في الداخل.
سيذكر التاريخ أنه بينما يتم تهجير أقباط بني سويف على مرأى ومسمع الأمن والرئيس والحكومة والإعلام بتهمة ازداء الدين، تقوم الكنيسة المصرية بحشد أبنائها بألمانيا لتنظيم وقفة دعم وترحاب بالرئيس أثناء زيارته خاصة بعد موقف رئيس البرلمان هناك من الرئيس ومن الزيارة.
سيذكر التاريخ وطنية الكنيسة المصرية على مر العصور.. شاء من شاء وأبىَ من أبىَ.
-سيذكر التاريخ أن مؤسسة الأزهر انتفضت عن بكرة أبيها ضد #إسلام_بحيري بينما لم يهتز لهم جفن ضد داعش وعمليات الذبح والقتل والاغتصاب.
- سيذكر التاريخ أنه بينما يطالب الرئيس بتجديد الخطاب الديني، تعج المحاكم المصرية بقضايا ازدراء الدين لتكون مقصلة على رقبة كل فكر تنويري أمثال خالد منتصر وإسلام بحيري وبالطبع للأقباط نصيب الأسد.
-سيذكر التاريخ أنه يتم تهجير أقباط بتهمة ازدراء الدين بينما يتم ترحيل الإخوان والخونة لأمريكا دون توجيه تهمة ازدراء الوطن...
ويبقى السؤال أيهما يستحق المحاكمة: ازدراء الدين أم ازدراء الوطن؟