الأقباط متحدون - الدولة القبطية المستقلة قد تكون خيارا...
أخر تحديث ٠٤:٢٩ | الأحد ٣١ مايو ٢٠١٥ | ٢٣بشنس ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٧٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الدولة القبطية المستقلة قد تكون خيارا...

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

.عساسي عبدالحميد – المغرب
ليس هناك أكثر من ظلم  من احساس المرء أنه غير مرغوب به في وطنه، وهذا ما حدث مؤخرا لعائلات قبطية باحدى قرى بني سويف والتي تم تهجيرها بعد  جلسة عرفية، والتهمة اهانة أحد أفرادها  للعقيدة ، وكأن العقيدة به هشاشة ورجاجة و بحاجة لحرس يحميها  و عسس يفديها بلجاجة ...

ليس هناك أكثر من  ظلم  أن يضع القبطي يده على قلبه كل يوم خوفا أن تختطف فلذات كبده فيطالبونه بالدية أو عدم رؤية ابنه...

ليس هناك أكثر من ظلم من  أن يطلع علينا برهامي حليف السيسي و حاكم مصر المنتظر ليعطينا العدد الصحيح لتعداد الأقباط، وعلى ضوء العدد  يحدد لنا مساحات أمكنة صلواتنا ويعطي رؤيته الشرعية في عدم جواز ترميم حائط تشقق لكنيسة صغيرة  أو ثقب سقف يقطر بدور عباداتنا ..

وليس هناك أكثر  من ظلم من أن يتحدث كبير السلفيين برهامي الذي فرضته السعودية حليفا على أخيه من  الرضاعة الحاج عب فتاح في درس واحد قرابة الساعتين وفي موضوع واحد يحمل عنوان " بغض النصارى في دينهم "

ليس هناك أكثر من ظلم من أن تحاصر شابة قبطية وسط جحافل المكبرين وهي بداخل سيارتها  بعد أن تم التعرف على هويتها من خلال صليب صغير معلق فتخنق أنفاسها دون شفقة أو رحمة ...والشابة كانت في طريقها لتحمل الدواء والمعونة للعجزة المسلمين  قبل الأقباط ..

ليس هناك أكثر من ظلم من أن يتدخل شركاء الوطن لمنع تجديد وتوسيع كنيسة صغيرة   تخليدا لذكرى شهداء ليبيا ال 21 ...ليضعوا شروطهم في موضع بابها ونوافذها و عدم اظهار ما يؤذي مشاعر المسلمين ...

ليس هناك أكثر من ظلم من أن تصير أعراض و أملاك وأرواح الأقباط مستباحة وفق الشرع والجهاد...أمام مرآى ومسمع من رجال الأمن والعديد منهم يقول في قرارة نفسه (( خليهم ......الأقباط بيستاهلو )) ....

ليس هناك أكثر من ظلم من أن يبين قادة العسكر حسن نيتهم للسلفيين وللنظام السعودي فيخططون لارتكاب مجزرة ماسبيرو أمام  تهييج و تشجيع اعلامية ساقطة  تعتقد أنها من سلالة الدوحة النبوية( هذا ما قاله لها شيطانها و قرينها )  وأن الأقباط همج يجب اعادة تربيتهم ....

كل هذا يحدث في زمن السيسي ، وكأن لسان حال رئيس الجمهورية يقول لنا أنه من الحكمة التصرف هكذا، و أنه لا ينبغي المبالغة كثيرا في قضية التضييق على الأقباط، فالاعتداءات مهما تزايدت فهي  في حجمها المقبول، و درجة الخطورة لم تصل بعد الى اللون الأحمر القاني لون الدم يضيف السيسي ، بل هي عند حدود اللون البرتقالي الفاتح كلون البذل التي ألبسها تنظيم داعش لأقباطنا بليبيا ....وكأن لسان حال السيسي يقول لنا، لولا تصرفي هذا أيها الأقباط لأبيحت أعراضكم وأموالكم و لتم تحويل كنائسكم و أديرتكم الى مساجد يذكر فيها اسم الله تماما كما حدث لمسيحيي العراق وسوريا، فخير لكم هذا الوضع في وجودي ، ألم تسمعوا ما قاله قساوستكم عني عندما فاجئتهم بزيارة الكاتدرائية المرقسية بالعباسية  بمناسبة أعياد الميلاد ؟؟ قالوا أنهم رأوا المسيح أثناء دخولي الكنيسة ؟؟أيها الأقباط كونوا ودعاء كالحمائم وحكماء كالحيات ...و لا تواجهوا الشر بالشر ...

أمام هذا الوضع المتردي وهذا التزايد لوتيرة التضييق والاعتداءات  قد يدفع المزاج العام القبطي  الى خيار الدولة المستقلة، و هذا خيار مطروح قد يشتغل عليه أقباط المهجر  ويتبناه المنتظم الدولي كحل أنسب لحماية الأقباط و الحد من هجرتهم وتركهم لمعقل من معاقل المسيحية،  ففراغ مصر من أقباطها ضياع لهوية أصيلة وضياع لتراث زاخر في ملك المجتمع الانساني ....

Assassi_64@hotmail.com


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع