إنه ليس عنوانًا من ضرب الخيال، ولكنه واقع سنستيقظ عليه يومًا ما قريبًا، في ظل تساقط القواعد العسكرية المتتالية بيد داعش في العراق أو ليبيا، ففى العراق استحوذ التنظيم الدموى على أكبر قواعدها العسكرية عقب هروب قوات الجيش منها، تاركين وراءهم حتى ملابسهم العسكرية ورتبهم، أما في ليبيا فتتوالى العمليات الإرهابية والقتل والنهب للشعب على يد قوات فجر ليبيا، وتنظيم داعش الإرهابى، فيتقاسمان الغنائم والبترول، ولكن الجديد هو وقوع قواعد عسكرية ليبية بيد داعش، وهى أيضًا أكبر قاعدة عسكرية في ليبيا وبها الكثير من الطائرات الحربية.
لقد ظهرت لنا تصريحات المبعوث الأمم المتحدة برناردينوليون في ليبيا يقود المفاوضات "القوى المتنافسة" وحتى الآن لم تسفر هذه المفاوضات عن جديد، بل إن تصريحات ليون نفسه بعيدة كل البعد عن الواقع الملموس، فتدهور الأوضاع في ليبيا واضح للجميع، وفشل مهمة هذا المبعوث باتت مثل أشعة الشمس تخترق العقول. فيطل ليون بعد مرور أربع سنوات على الأزمة الليبية ليعلن حدوث انهيار اقتصادى وشيك في ليبيا، وحروب أهلية تجتاح الدولة وتعصف بهويتها، وتملك التنظيمات الإرهابية من مفاصل الدولة وقواعدها العسكرية، من خلال هذه التصريحات تظهر لنا الأجندة الحقيقية لعمل هذا المبعوث هناك!
إن قاعدة القرضابية العسكرية الجوية التي وقعت في يد التنظيم الدموى، هي إحدى أكبر القواعد العسكرية الليبية، حيث سيطر عليها تنظيم داعش بعد انسحاب فجر ليبيا منها دون قتال، وهذا يؤكد لنا اتهامات وزير الإعلام الليبى لميليشات فجر ليبيا الإخوانية بتواطأها مع تنظيم داعش الدموى، وتمرير مطار سرت والقاعدة العسكرية لهم، وهنا يتضح أمران غاية في الخطورة الأول مطار سرت المدنى سيتم من خلاله إمداد مجموعة داعش المرتزقة بالأموال وكذلك السلاح دون رقابة ولن يتوانوا دقيقة عن استخدامه لضرب الطائرات المعادية لهم.
أما بالنسبة للقاعده العسكرية فجميع طائراتها العسكرية الآن تحت قيادة داعش، ولن أستبعد في القريب ظهور طائرات مجهولة في سماء الكرة الأرضية تحارب الدول الأخرى وخاصة دول الجوار، من السهل تدريبهم على الطيران واستخدام الطائرات الحربية مثل طائرات "ميج" و"أف 16" فهم المرتزقة الذين تم تدريبهم في أخطر القواعد العسكرية النائية للدول الغربية، وجميعنا يعلم أنهم صناعة أجنبية، فلن يكون غريبا أن يقوم داعشى بقيادة طائرة حربية، ويناور بها في السماء ويقصف بعض المناطق من خلال صواريخها.
لقد وصف المحللون في شئون التطرف هذا التطور العسكري الميداني لتنظيم داعش بـ"الخطير" لأنه مكنهم من التمدد وسط ليبيا، بالإضافة إلى تمكنهم من بعض المواقع الإستراتيجية، حيث أصبح يسيطر الآن على ميناء بحري، وقاعدة عسكرية جوية ومطار مدنى، وكذلك خطورة هذا المُتغير الإستراتيجي لخريطة داعش المستقبلية في قربهم من السواحل الجنوبية الأوربية، حيث لا تبعد مواقعه الحيوية في سرت سوى 200 كيلومتر تقريبا عن الساحل الجنوبي الإيطالي، فلا نستبعد امتدادهم داخل أوربا، فقد تم استقطاب جنسيات أجنبية عديدة داخل هذه المجموعة الدموية، ولن تلومنا دولة أوربية على أي هجمات إرهابية أخرى، فكم مرة حذرنا من خطورة هذا الوليد الدموى، وأنه سيأكل الأخضر واليابس، ولكن لا حياة لمن تنادى، ولن تفيق هذه الدول إلا على كارثة مدوية تمتد أطرافها لهم.
إن لم يتكاتف العالم أجمع لقمع هذا الإرهاب الدموى لن تهنأ االنخب داخل كل دولة في مضاجعها من يد الإرهاب التي ستنال بلادهم وهذا ليس ببعيد.
نقلا عن فيتو