وسط حراسة الشرطة وحصار المتظاهرين
وسط إجراءات أمنية مشددة والعديد من الأزمات المشتعلة من مشاكل اليونان إلى الحرب فى أوكرانيا مرورا بتهديدات الإرهاب الدولى، تستضيف ولاية بافاريا الألمانية الأحد والإثنين المقبلين قمة مجموعة السبع الاقتصادية.
وقبل بدء القمة، تلتقى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل صباح غد، الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى مقر بلدية قرية كرون، ويلى اللقاء حفل شعبى بمشاركة سكان القرية، فيما تبدأ بعد الظهر اجتماعات العمل الرسمية مع قادة الدول الخمس الأخرى (كندا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا واليابان) فى قصر إلماو، الذى تم عزله عن العالم وسط حراسة أكثر من ١٩ ألف شرطى.
وستتناول المحادثات فى قصر إلماو بشكل أساسى مخاطر اندلاع المعارك مجددا فى أوكرانيا، إلى جانب ملف الإرهاب فى الشرق الأوسط وإفريقيا، حيث ينضم للاجتماعات فى اليوم الثانى كل من حيدر العبادى رئيس الوزراء العراقى وخمسة قادة أفارقة بينهم الرئيس التونسى الباجى قائد السبسى والرئيس النيجيرى محمد بخارى من أجل بحث "الدعم الذى يمكن لدول مجموعة السبع تقديمه لهذه البلدان فى حربها ضد الجماعات المتطرفة".
ومن الملفات المهمة المدرجة على جدول اجتماعات القمة أيضا ملف أزمة ديون اليونان التى باتت مهددة حتى بالخروج من منطقة العملة الأوروبية الموحدة"اليورو"، إلى جانب بعض الموضوعات الأخرى، وعلى رأسها المفاوضات الجارية من أجل التوصل إلى اتفاقيات تبادل حر بين المناطق الاقتصادية الكبرى، لا سيما اتفاق المشاركة التجارية عبر الأطلنطى بين الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة.
من جانبها، أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن : "عقد هذا الاجتماع مرة كل عام هو أمر مهم لإيجاد حلول للمشكلات التى نواجهها"، مضيفة أن:"الدول السبع الديمقراطية الصناعية الكبرى تريد الوفاء بمسئوليتها تجاه الاقتصاد ورخاء ملايين البشر فى العالم".
وقالت ميركل - فى حوار خاص مع وكالة الأنباء الألمانية - إنها تريد علاقات جيدة مع روسيا، ولكن حضور موسكو فى قمة الدول الصناعية السبع هو أمر "لا يمكن تصوره" فى الوقت الحالى بعد استيلائها على شبه جزيرة القرم.
وعن عشرات الآلاف من المواطنين الذين يخرجون إلى الشوارع للاحتجاج على قمة مجموعة السبع، أكدت ميركل أن"حق التظاهر أمر بالغ القيمة وسيجرى ضمانه أيضا خلال قمة مجموعة السبع، لكن هناك أيضا أشخاصا يسعون إلى تحدى الدولة وقواتها الأمنية بالعنف، وفى المقابل يتعين على الشرطة التصرف فى ضوء مصلحة الأمن".
يذكر أن نحو ٣٥ ألف شخص تظاهروا فى ميونيخ أمس ضد القمة، ورفعوا شعارات تطالب بسياسة دولية عادلة وبمزيد من مشاركة المجتمع المدنى فى اتخاذ القرارات، كما طالبوا بوقف محادثات التبادل التجارى الحر بين الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة الأمريكية، وبمحاربة الفقر وإنقاذ مناخ الأرض.
وأعلن المنظمون تواصل المظاهرات أثناء انعقاد القمة، كما نصب المحتجون خياما لهم فى المنطقة بعيدا عن قصر إلماو الذى أقيمت حوله الحواجز لمنع الوصول إليه.
وفى السياق نفسه، صرح بن رودس نائب مستشارة الأمن القومى الأمريكية بأن قمة الدول الصناعية السبع الكبرى ستكون "فرصة لتقييم التقدم الذى تم إحرازه فى الحملة العسكرية لمواجهة تنظيم داعش الإرهابى".
جاء هذا فى الوقت الذى ذكر فيه مسئول كبير فى الاتحاد الأوروبى أن قمة مجموعة السبع ستبحث تمديد العقوبات التى يفرضها الاتحاد الأوروبى على روسيا لمدة ستة أشهر أخرى على الأرجح.
من جانبه، قلل سيرجى ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسى من شأن تعليق عضوية بلاده فى مجموعة الثمانى، و قال فى تصريحات لوكالة "ايتار تاس" الروسية لدينا اهتمام أكبر بتكتلات أخرى.
وأضاف أن الأمر الأكثر متعة هو العمل ضمن مجموعة "بريكس" ومجموعة "العشرين".