قال الدكتور محمد إبراهيم رشيد أستاذ العمود الفقري بكلية الطب جامعة عين شمس، أن التدخل الجراحي المحدود بالعمود الفقري ينهي الالام ومخاطر العمليات التقلدية، مضيفًا إلى أنه ولسنوات طويلة كانت عمليات الجراحة بالعمود الفقري، تبث الكثير من الرهبة والخوف في نفوس المرضي الذين يعانون من مشاكل بالظهر أو الرقبة، مايدفع بعضهم للإحجام عن مجرد زيارة الطبيب، فيما يفضل البعض اﻵخر اللجوء إلى طرق أبسط أو أكثر أمانًا، من وجهة نظرهم بالطبع، مثل إستخدام المسكنات بإفراط ضار، وفي بعض اﻷحيان الخضوع لطرق بدائية لاتفيد إطلاقاً ،بل تؤدي إلى تفاقم الحالة في أغلب الأحيان.
وأضاف رشيد، خلال ندوة "عن التدخل الجراحي المحدود بالعمود الفقري"، أنه من المفارقات الطريفة قبل تطور جراحات العمود الفقري في ثمانينات القرن الماضي - كان المرضي يعانون من عدم وجود عمليات جراحية تخلصهم من طرق العلاج البسيطة وقتها، حيث كانو يستخدمون الجاكتات المصنوعة من الجبس أو شد الرأس باستخدام المسامير المعدنية، مشيرًا أنه وبالرغم من التطور المطرد لجراحات العمود الفقري، والذي أفاد من التطور التكنولوجي السريع في مجالات التشخيص، مثل التصوير باستخدام الرنين المغناطيسي، والجراحة "كاﻵلات الجراحية الدقيق والميكروسكوب الجراحي وإستخدام الكمبيوتر، حيث ظل أمل المرضي، واﻷطباء علي حد سواء، في الوصول إلى تقنيات أكثر دقة وأقل تدخلا عن الجراحة التقليدية، بما يحقق أكبر درجة من اﻷمان للمريض ويصل إلي نتائج تتساوي إن لم تتفوق في بعض الأحيان علي الطرق التقليدية. .
وأكد رشيد إلى أنه ومع دخول جراحة المناظير إلي الكثير من التخصصات الطبية، كان من الطبيعي أن يتم تطويرها وتطبيعها ليتم إستخدامها بنجاح باهر في عمليات العمود الفقري "مثل إستئصال اﻹنزلاقات الغضروفية ، والتجفيف الحراري للغضاريف، وإعادة تشكيل الفقرات، بالإضافة إلى أن مثل هذه العمليات تستدعي تدريبًا عالياً للفريق الجراحي، كما أن بعض الحالات مازالت تستدعي إستخدام الجراحة التقليدية والتي تطورت بدورها بسرعة فائقة تزامناً مع التطور التقني المطرد في كافة المجالات العلمية.
وعن التدخل الجراحي المحدود في العمود الفقري قال رشيد، إن هذا النوع المتقدم من الجراحة يتم عن طريقه علاج الكثير من مشكلات العمود الفقري وذلك عن طريق فتحة، يتم من خلالها توسيع العضلات باستخدام موسعات إسطوانية خاصة، أو إستخدام الميكروسكوب الجراحي لإجراء العملية من خلال الموسع الإسطواني، مشيرًا إلى ان التدخل المحدود يعمل علي حل مشاكل الديسك، أو الإنزلاق الغضروفي عن طريق عدد من الطرق منها، التجفيف الجراحي للغضروف، والليزر الجراحي للغضروف، ومناظير العمود الفقري، بالإضافة إلى استبدال الغضاريف التالفة يتم عن طريق الغضروف الصناعي، أونواة الغضروف البديلة، بالإضافة إلى عمليات إعادة تشكيل الفقرات، وذلك في حالات "كسور الفقرات الإنضغاطية" الناشئة عن هشاشة العظام: عن طريق "أسمنت العظام" باستخدام "بالون خاص"؛ لإستعادة ارتفاع الفقرات للوضع الطبيعي، ومنع حدوث ضغط الحبل الشوكي للأعصاب.
وأشار رشيد إلي أن عمليات التثبيت الداخلي للفقرات تتم في حالات التزحزح الفقري القطني، بعض حالات الإنزلاق الغضروفي،وبعض حالات كسور الفقرات، فيما تعتمد عمليات العمود الفقري عن طريق التدخل الجراحي المحدود علي فكرة توسيع العضلات بدون الحاجة لقطعها، وهذا بدوره يحافظ علي تغذيتها الدموية و العصبية، ويحقق عددًا من الفوائد للمريض منها إختفاء آلام مابعد العملية، بالإضافة إلى تقصير مدة بقاء المريض بالمستشفي، وبالتالي الحد من احتمالات تعرضه للإلتهابات، وقصر فترة النقاهة ، وتقليل نسبة الدم المفقود أثناء العملية، و بالتالي عدم الحاجة لنقل دم للمريض، إَضافة إلى عدم الحاجة للتخدير الكامل، حيث تجري أغلب هذه الإجراءات عن طريق استخدام التخدير الموضعي؛ مما ييسر إجراء العمليات في كبار السن والمرضى ذوي الموانع الصحية للتخدير الكلي والمرضى التي يخشي من الجراحة التقليدية علي حالتهم الصحية بوجه عام ك مرضي القلب والسكر غير المنتظم أو الضغط المرتفع.