عاد الاهتمام مرة أخرى بالعمال الذي قضوا وهم يبنون منشآت دورة كأس العالم 2022 في قطر، بعد عاصفة الفضائح التي ضربت الاتحاد الدورلي لكرة القدم (فيفا).
وتتحدث المصادر عن 1200 حالة وفاة، فإلى أي مدى هذه الأرقام قريبة من الواقع.
يعيش العمال الأجانب في قطر حياة مزرية، إذ يعملون ساعات طويلة في الحرارة الملتهبة، ويتلقون رواتب متردية، ويقيمون في مراقد مهترئة، كما لا يستطيعون مغادرة البلاد، إلا بتأشيرة خروج.
ومن الواضح أن قطر تخشى من خروج معلومات عن ظروف العمال القاسية، فقد اعتقلت فريقا لبي بي سي الشهر الماضي.
وتوفي العديد من العمال. ويظهر رسم بياني نشرته صحيفة واشنطن بوست، وتناقلته مواقع التواصل الاجتماعي الفارق بين عدد وفيات العمال في بناء منشآت للتظاهرات الرياضية الأخيرة وعدد العمال الذي قضوا في قطر، إذ يعتقد أنهم 1200.
ولكن ما هو مصدر هذه الأرقام، وكيف تم حسابها.
فقد نشرت أول مرة عام 2013، في تقرير للاتحاد الدولي للنقابات.
واتصل الاتحاد بسفارات نيبال والهند باعتبارهما مصدر أكبر عدد من العمال الموجودين في قطر، وتحدثت السفارتان عن أكثر من 400 وفاة في العام بينهما أي 1239 وفاة في ثلاثة أعوام حتى نهاية 2013.
ولكن نيبال والهند لا يمثلان إلا نسبة 60 في المئة من 1،4 مليون من العمال الأجانب، وعليه فإن عدد الوفيات بين العمال المهاجرين لابد أن يكون أكبر.
وتلقت الشركة الحقوقية التي كلفتها الحكومة القطرية بالنظر في الموضوع التقديرات نفسها بالنسبة للوفيات، وتلقت أيضا معلومات عن الوفيات بين العمال البنغلاديشيين، وهو ما يرفع العدد الإجمالي إلى 1800 خلال 3 أعوام، أي 600 كل عام.
ولكن قطر تستضيف عمالا من جنسيات أخرى، من مصر والفلبين، وهؤلاء لا يعملون في البناء.
ويقول الاتحاد إن ملعب كأس العالم الأول بدأت الأشغال فيه العام الماضي فقط، ولكن يجري لإنجاز الميترو والفنادق ومدينة كاملة، بها مطار والعديد من الطرق، ونظام صرف صحفي جديد في وسط الدوحة، فضلا عن 20 ناطحة سحاب.
وينبغي الإشارة إلى جانب مهم هو أن الاحصائيات تبين أن ثلث العمال الأجانب في قطر لا يعملون في البناء، والتقرير يضم جميع حالات الوفاة، بما فيها حوادث الطرق والسكتات القلبية.
وقد يقول البعض إنه كان من الخطأ منح تنظيم نهائيات كأس العالم إلى دولة يموت فيها هذا العدد من العمال المهاجرين، حتى وإن ماتوا في غير مشاريع كأس العالم، أو قطاعات غير مرتبطة بالاقتصاد.
ولكن الحكومة الهندية تقول: "بالنظر إلى حجم جاليتنا فإن عدد الوفيات اعتيادي".
وترى أن عدد العمال الهنود في قطر نصف مليون، وعليه فإن وفاة 250 ليس أمرا مثيرا للقلق، وتضيف أن عدد الوفيات في الهند كان سيصل 1000 من كل نصف مليون، وليس 250.
وفي بريطانيا يصل عدد الوفيات 300 من كل نصف مليون في هذه الفئة العمرية كل عام.
ولكن تيم نونان من الاتحاد الدولي للنقابات يرى أن المقارنة بين قطر والهند غير دقيقة، لأن الهند بلد فقر جدا بينما قطر بلد غني، وعليه فأنه على قطر أن تبذل جهدا أكبر لتحسين ظروف عمالها الأجانب.