"فودة" حذر من سيطرة الإسلاميين على الحكم.. وشبههم بـ"النازية"
"أولاد حارتنا".. رواية كادت تنهي حياة نجيب محفوظ
خاص – الأقباط متحدون
تمر غدا، الاثنين، الذكرى الثالثة والعشرون لاغتيال "شهيد الكلمة" الكاتب والمفكر الكبير فرج فودة، على يد شخص لا يجيد القراءة والكتابة، وذلك بعد صدور فتوى شرعية من "علماء الأزهر" بـ"تكفيره"، وبهذه الذكرى نرصد أهم الكتب التي ألفها وأودت بحياته.
فتوى بالتكفير
في الثالث من يونيو عام 1992 أصدرت جريدة "النور" الإسلامية، والتي كانت على خلاف قضائي مع "فودة" بيانا، أصدره مجموعة من "علماء الأزهر" أعلنوا فيه "تكفير" الكاتب، وبعدها بثلاثة أيام نفذ شابان من الجماعة الإسلامية عملية الاغتيال وهما: أشرف سعيد إبراهيم وعبد الشافي أحمد رمضان، وذلك يوم 8 من نفس الشهر.
فتوى بالقتل
وأفاد المتهم الأخير في التحقيقات، أنه "قتل فرج فودة بسبب فتوى الدكتور عمر عبد الرحمن مفتي الجماعة الإسلامية بقتل المرتد في عام 1986. فلما سؤل من أي كتبه عرف أنه مرتد، أجاب بأنه لا يقرأ ولا يكتب، ولما سؤل لماذا اختار موعد الاغتيال قبيل عيد الأضحى، أجاب : لنحرق قلب أهله عليه أكثر" –وذلك حسب الموسوعة "ويكيبيديا" على الانترنت-.
مؤلفات تنويرية
للكاتب الكبير العديد من المؤلفات التي كانت موجهة إلى التنوير، وهي: "والحقيقة الغائبة. وزواج المتعة. وحوارات حول الشريعة. والطائفية إلى أين؟ والملعوب. ونكون أو لا نكون. والوفد والمستقبل. وحتى لا يكون كلاما في الهواء. النذير. والإرهاب. وحوار حول العلمانية. وقبل السقوط."
رؤيته في حيرة زواج المتعة
على الرغم من إعلانه رفض "زواج المتعة"، إلا أنه قدم دراسة فقهية في هذا الشأن في كتاب جاء تحت نفس العنوان، أشار فيه إلى اختلاف أراء العلماء، حتى أنه هو نفسه لم يصل لحسم في القضية، موضحا: إنه لو"رفض زواج المتعة فحجته أن جمعا من كبار الصحابة وأئمة التابعين قد رفضوه، منهم عمر، وعبد الله بن الزبير، والأئمة الخمسة أبو حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل وزيد وغيرهم كثير، وما أظن أن هؤلاء يجتمعون على خطأ أو ينتصرون لباطل وهو إن قبل بزواج المتعة فحجته أن جمعا آخر من كبار الصحابة والتابعين قد ناصروه، منهم عبد الله بن عباس، وعبد الله بن مسعود، وأبي بن كعب، وابن جريج، وقتادة، وسعد بن جبير، وسعيد بن المسيب، والإمام جعفر الصادق، وباقي الأئمة الاثني عشر، وغيرهم كثير، وما أظن أن هؤلاء يجتمعون على خطأ أو ينتصرون لباطل"،
تنامي التيار الإسلامي
قدم "فودة" دراسة لمعالجة الدولة لنمو التيار الإسلامي ما بين عامي 1982م، و1987م، في كتابه "النذير"، لافتا إلى أن التيار الإسلامي "نجح بالفعل في تكوين دولة موازية" واخترق الإعلام الحكومي، والبيوت، موضحا أن هناك "تشابها بين التيار السياسي الديني في مصر والنازية في ألمانيا من حيث نظرات الاستعلاء والعنصرية واستخدام العنف والعودة إلى الجذور".
نبوءة بما حدث الآن
وحذر "فودة" حينها، أو تستطيع القول بأنه تنبأ بأن "ما يحدث في مصر الآن، وما اعتمدته التجربة النازية للوصول إلى الحكم بعد فشل المواجهة، يتمثل في التسلل إلى المؤسسات القائمة، واستخدام الديمقراطية لإسقاطها في النهاية … واستغلال ضعف هيبة الدولة، واستثمار المعاناة من الأزمة الاقتصادية"، وهو ما حدث بالفعل في السنوات الأخيرة.
خلافه مع الأزهر
تعرض الكاتب الكبير لهجوم شديد من قبل الأزهر ومنع بعض مقالاته، ومصادرة كتابه "نكون أو لانكون"، والذي هاجم فيه شيخ الأزهر –وقتها- جادالحق على جادالحق، نتيجة لاتهامه المدافعين عن الدولة المدنية بالخارجين عن الإسلام، وهو ما عده فودة تجاوزا لدور الأزهر الرسمي وقذفا لفريق من خيار المسلمين المجتهدين.
مكافحة الإرهاب
من خلال كتابه "الإرهاب" عام 1988م، قدم فودة دراسة تنامي الإرهاب، والعنف، لافتا إلى أنه على الرغم من نجاح الطرق الأمنية في "عهدي إبراهيم عبد الهادي وجمال عبد الناصر في تحجيم عنف الجماعات الإسلامية المتمثلة آنذاك في الإخوان المسلمين، إلا أن مثل هذه النجاحات كانت لفترات محدودة ولم تستطع اجتثاث المشكلة من أساسها"، مؤكدا، أن "حل إرهاب الجماعات الإسلامية يكمن في ثلاثة سبل هي اتساع ساحة الديمقراطية حتى للتيارات الإسلامية وأن يسود القانون، وأن يكون للإعلام خط ثابت مدافع عن أسس الدولة المدنية".
محاولة اغتيال نجيب محفوظ
"فودة" لم يكن هو المفكر الوحيد الذي جلبت كتبه وأفكاره عليه وبالا كبيرا، بل إن الكاتب العالمي نجيب محفوظ، تعرض لمحاولة اغتيال بعد روايته "أولاد حارتنا"، والتي كانت تنشر في جريدة الأهرام عام 1950 ولكنها توقفت في نفس العام بسبب اعتراضات هيئات دينية على "تطاوله على الذات الإلهية"، وفي أكتوبر عام 1995 طُعن نجيب محفوظ في عنقه على يد شابين قد قررا اغتياله لاتهامه بالكفر والخروج عن الملة بسبب روايته المثيرة للجدل.