مدهش جدًا أن يكون رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب في محافظة جديدة كل يوم، أو في موقع عمل مختلف يتابعه ويفتش عليه ويراقب أداءه وأداء من فيه؛ حتى تشعر أنه لا ينام ولا يرتاح، بينما عدد من الوزراء في حكومته يعيش في مجرة أخرى لا علاقة له من قريب أو بعيد بمستوى الأداء النشيط لرئيس الوزراء، ولا إحساسه بأهمية المرحلة وخطورتها، وضرورة الإنجاز السريع للمواطن المصري، وتعويض ما فاته في السنوات الطويلة الماضية، ولذلك لن نقبل بوجود مثل هؤلاء لا مع المهندس محلب ولا في حكومة معاونة للرئيس السيسي.. ولنبدأ إذن تلك السلسلة لتنبيه الوزراء على تقصيرهم، ولفت النظر لأدائهم غير المقبول وغير المبرر في ظل محيط من النشاط والعمل من الرئيس ورئيس الحكومة، وليس بالضرورة أن تكون السلسلة متصلة ومتتالية..
في التعليم ورغم النشاط الكبير للوزير محب الرافعي، إلا أن إمبراطورية التعليم الخاص لا تزال تمارس كل أساليبها في فرض سطوتها على أولياء الأمور، وتلوي أذرع القانون واللوائح وتعليمات الوزير.. فلا يمكن أن تشتكي سيدة العام الماضي من سوء معاملة طفلتها في إحدى المدارس الخاصة، فيتم إبلاغها بضرورة نقل ابنتها إلى مدرسة أخرى، وعندما تشعر بالظلم - وهذا منطقي وطبيعي - وتلجأ للفضائيات فيتم التراجع في القرار.. إلا أن المدرسة كانت قد بيتت النية على تأجيل المواجهة مع التلميذة وأسرتها للعام القادم، الذي يبدأ بدفع المصروفات هذه الأيام، فالأسرة يصدمها فجأة قرار المدرسة بأن تطلب منها وحدها - ووحدها تحديدا - أن تدفع مصروفات مدرسية تصل إلى 30 ألف جنيه بدلا من 12 ألفا كباقي التلاميذ!
الكيد يبدو جليًا والرغبة في إجبار الأسرة على نقل ابنتها لا يحتاج إلى إثبات، والطفلة ببراءة تتمسك بمدرساتها وزميلاتها، والأسرة تشعر بالإهانة.. وكل ذلك مؤثر وصادم إلا أن المأساة الحقيقية هو لجوء الأسرة إلى برنامج الزميل جابر القرموطي للشكوى.. فيصدر في اليوم التالي قرار بفصل الطفلة!!
ما جرى (ولدينا كل البيانات) ليس انحرافا في ممارسة صلاحيات ممنوحة للمدارس الخاصة بالإدارة الرشيدة والمنضبطة بالقانون وشروط الترخيص، وإنما أيضًا إهانة للوزير الذي رفع له الأمر عند الشكوى..
مدارس أخرى تفرض رسوما لإعلان النتائج، وغيرها يطلب تبرعات إجبارية، وأخرى لديها مخاطر في مرافقها على أرواح التلاميذ، بينما يعلن بعض ملاك المدارس عن حمايتهم من الدائرة المحيطة بالوزير!
الأمر الآن عند السيد محب الرافعي.. والمساحة هنا مفتوحة لمن يريد أن يشتكي ولا يملك لذلك سبيلا.. وكل الأمنيات ألا نضطر للكتابة عن فتوات التعليم الخاص مرة أخرى..
ملحوظة.. ننتظر دعم كل المتطلعين لأداء أفضل للوزراء لهذه السلسلة من المقاﻻت.. للضغط من أجل أداء أفضل حتى ولو بموافاتنا بأي معاناة أو تقصير، فلا يستحق هؤﻻء البقاء في العام الثاني من فترة الرئيس السيسي!
نقلا عن فيتو