الأقباط متحدون - رَدًّا عَلَى ازْدِرَاءِ الكاَتِبِ الأَزْهَرِيّ
أخر تحديث ٠٧:١٩ | الاثنين ٨ يونيو ٢٠١٥ | ١بؤونه ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٨٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

رَدًّا عَلَى ازْدِرَاءِ الكاَتِبِ الأَزْهَرِيّ

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

القمص أثناسيوس جورج
أصدرت مؤسسة الأزهر كتابًا يوزع بالمجان لأحد قادتها المسعورين؛ والمعروف بوصلات جهله وتطاوله الهمجي؛ زاعمًا أن المسيحية "ديانة فاشلة"؛ بينما المؤسسة التي ينتمي إليها ويوزع كتابها بالمجان؛ أسست بيت العائلة وزعمت شعارات الوسطية التي ظننا أنها ليست للاستهلاك الإعلامي؛ انما لتنقية الأجواء ولحفظ الوطن من الانجرار لما هو حادث من حولنا في المنطقة، على يد هذا الداعش والبوكو من غير حرام.

إننا لا نحتاج أي عناء في العثور علي أدلة تُسقط الأقنعة والسواتر، ولا نستطيع أيضًا أن نُقيم مقدار الازدراء الحادث من طرف واحد، ولا حتى مجرد إحصائه أو تسجيله حسابيًا؛ إذ لا يقع تحت أي حصر.

فهذا الكاتب الأزهري على سبيل المثال؛ يقف على تلة قمامة تاريخية؛ يلزم أن تطمر مع كل فقه الإرهاب إلى الأبد... لقد غَشِيَه مكر السنين؛ ولم يعد بقادر هو ومن يتبعه؛ على رؤية النور والحق والحياة، ولم يعد بمستطيع أن يرى أن المسيحية رسالة خلاص صارت للخليقة كلها بلا كيس ولا مزود ولا زاد ولا زواد. بلغت للعالم أجمع من أقاصيها إلى أقاصيها.

فشل في أن يرى أن عدد المؤمنين بالمسيح قد بلغ ثلاثة مليارات من البشر، من كل الأمم واللغات والألسنة؛ يتبعونه من كل قلوبهم من غير قهر ولا جبر... يتبعونه في كل قارات العالم.. وقد أكدت إحصائيات الأمم المتحدة بأنهم يزدادون لمليارات في الأمد القريب. والمسيحية وحدها هي التي حولت بلاد بأكملها من الوثنية والصنمية وآكلي لحوم البشر؛ إلى عيش المحبة والرحمة والرجاء وحياة الفضيلة، تفتح الآفاق أمام الحياة البشرية الكريمة والإبداع والتعايش الراقي؛ والتعاطي غير المأزوم مع تقلبات الزمان.

فشل الكاتب في أن يعي كيف أن المؤمنين بالمسيح يُهجَّرون ويتشردون ويُغتصبون ويُخطفون ويُذبحون بدم بارد؛ ويُقتلعون من أرضهم؛ دون أن يفرِّطوا في وديعة إيمانهم... لم يَرَ شلالات الدم والفظائع التي يرتكبها من تعلموا تعليمه وسلكوا مسلكه.

لذلك وجب عليَّ أن لا أُداهنه ولا أُبيِّض صفحته الملوثة بالدم وسواد الموت؛ لأنه لم يَرَ شفاء المسيح وخلاصه ونوره وعفوه وإحسانه وجوده وبركاته. فكل من يراها ويلمسها يتحرر من الشر والتجديف؛ ومن تكبيل المخادع عدو كل خير؛ ويعرف كيف يحب الأبرياء والأعداء على حد سواء؛ متمتعًا بفرح وحرية وسلام المسيح الذي يفوق كل عقل؛ حتى وإن صُلب أو جُلد أو رُجم؛ حاسبًا نفسه فرحًا؛ لأنه مستأهل أن يُهان من أجل اسم الله الحسن.

إنني أقول لك: صعبٌ عليك أن ترفس مناخس.. وأقول لكل مؤمن بالمسيح إننا قد رُحمنا فلا ولن نفشل. مسيحيتنا صامدة أبد الدهر لا بسلاح بشري أو زمني؛ لكنها باقية بخلاص مسيحها؛ وعِصمة إنجيلها؛ وجمال بر عطائها وأخلاقها وسماوية مسيرتها.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter